نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1153
وتنشره، ويبيد أبناء دهره، وراء ظهره، ويخرج أهل زمانه، من ضمانه، فإذا تناولهم بيمناه، وتسلّمهم بيسراه، أقسم أن صفقته هى الرابحة، وكفّته هى الراجحة، وأنا- أيد الله الفقيه- على قرب العهد، بالمهد، قد قطعت عرض الأرض، وعاشرت أجناس الناس، فما أحد إلا بالجهل اتّبعته، وبالخبرة بعته، وبالظن أخذته، وباليقين نبذته، وما حمد وضعته فى أحد إلّا ضيّعته، ولا مدح صرفته إلى أحد إلّا غربته، ومن احتاج إلى الناس، وزنهم بالقسطاس، ومن طاف نصف الشرق، فقد لقى ربع الخلق، ومن لم يجد فى النّصف لمحة دالّة، لم يجد فى الكل غرّة لائحة، وكان لنا صديق يقول: إن عشت تسعين عاما مت ولم أملك دينارا؛ لأنى قد عشت ثلاثين ولم أملك ثلثها، وهذا لعمرى ياس، يوجبه قياس، وقنوط، بالحجة منوط، ودعابة ستكون جدّا، ووراء هذه الجملة موجدة على قوم، وغربدة إلى يوم، والأمير السيد واسع مجال الهمم، ثابت مكان القدم، وأنا فى كنفه صائب سهم الأمل، وافر الجذل، والحمد لله على ما يوليه، ويولينا معشر مواليه، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وذرّيته.
وله إلى إبراهيم بن حمزة خادم الأستاذ الجليل: قد أتبع قدمه، إلى الخدمة قلمه، وأتلى لسانه، فى الحاجة بنان، وقد كان استأذنه فى توفير هذا اليوم فى مجلس السيد الجليل فأذن له على عادته السليمة، وشيمته القويمة، ومن وجد كلأرتع «1» ، ومن صادف غيثا انتجع «2» ، ومن احتاج للحاجات سأل، وبقى أن يشفع الأستاذ الجليل بإزاء الحوض عفره «3» ، وينظم إلى روض الإحسان مطره، ويطرّز أنسنا بأبى فلان؛ فقد وصف لى حتى حننت شوقا إليه، ووجدا به، وشغفا له، وغلوّا فيه، ورأيه فى الإصغاء إلى الكرم عال، إن شاء الله تعالى.
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1153