نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1096
وذكر إدريس بن معقل أبا مسلم فقال: بمثل أبى مسلم يدرك ثار، وينفى عار، ويؤكد عهد، ويبرم عقد، ويسهّل وعر، ويخاض غمر، ويقلع ناب، ويفتح باب.
[حساب]
وقال رجل لأبى جعفر المنصور: أين ما تحدّث به فى أيام بنى أمية؟ إنّ الخلافة إذا لم تقابل بإنصاف المظلومين، ولم تعامل بالعدل فى الرعية، وقسمة الفىء بالسويّة، صار عاقبة أمرها بوارا، وحاق بولاتها سوء العذاب.
قال: فتنفس ثم قال: قد كان ما تقول، ولكنا يا أخى استعجلنا الفانية على الباقية، وكأن قد انقضت هذه الدار. فقال له الرجل: فانظر على أى حالة تنقضى.
وقال أبو الدوانيق وكان فصيحا بليغا: «عجبا لمن أصار علمه غرضا لسهام الخطايا، وهو عارف بسرعة المنايا، اللهم إن تقض للمسيئين «1» صفحا فاجعلنى منهم، وإن تهب للظالمين فسحا فلا تحرمنى ما يتطوّل به المولى على أخسّ عبيده» .
[من كلام الأحنف بن قيس]
سئل الأحنف بن قيس عن العقل؟ فقال: رأس الأشياء؛ فيه قوامها، وبه تمامها؛ لأنه سراج ما بطن، وملاك ما علن، وسائس الجسد «2» ، وزينة كل أحد، لا تستقيم الحياة إلا به، ولا تدور الأمور إلا عليه.
ولما خطب زياد خطبته المشهورة قام الأحنف بن قيس، فقال: الفرس بشدّه، والسيف بحدّه، والمرء بجدّه، وقد بلغ بك جدك ما أرى، وإنما الثناء بعد البلاء، فإنا لا نثنى حتى نبلو «3»
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1096