نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1076
ومن ألفاظ أهل العصر فى إقامة رسم الهدية فى المهرجان والنيروز
لمثل هذا اليوم الجديد والأوان السعيد سنّة، وعلى مثلى فيها أن يتحف ويلطف، وعلى مثل سيدنا، ولا مثل له، أن يقبل ويشرف. لليوم رسم إن أخلّ به الأولياء عدّ هفوة، وإن منع منه الرؤساء حسب جفوة، ومولاى يسوّغنى الدّالة فيما اقترن بالرقعة، ويكسبنى بذلك الشرف والرفعة. الهدايا تكون من الرؤساء مكاثرة بالفضل، ومن النظراء مقارضة بالمثل، ومن الأولياء ملاطفة بالقلّ «1» ، وقد سلكت فى هذا اليوم مع مولاى سبيل أهل طبقته من الأرباب، وقد حملت إلى مولاى هدية [الملاطف، لا هدية] المحتفل، والنفس له، والمال منه. ولهم فى التهنئة بالنيروز والمهرجان وفصل الربيع
هذا اليوم غرّة فى أيام الدهر، وتاج على مفرق العصر. أسعد الله مولانا بنوروزه الوارد عليه، وأعاده ماشاء وكيف شاء إليه. أسعد الله تعالى سيدنا بالنوروز الطالع عليه ببركاته، وأيمن طائره فى جميع أيامه ومتصرفاته؛ ولا يزال يلبس الأيام ويبليها وهو جديد، ويقطع مسافة نحسها وسعدها وهو سعيد. أقبل النيروز إلى سيدنا ناشرا حلله التى استعارها من شيمته، ومبديا حالته «2» التى اتخذها من سجيته، ومستصحبا من أنواره ما اكتساه من محاسن فضله وإكرامه، ومن أنظاره ما اقتبسه من جوده وإنعامه. ويوكد الوعد بطول بقائه حتى يملّ العمر، ويستغرق الدهر. سيدنا هو الربيع الذى لا يذبل شجره، [ولا يزول سحره] ولا ينقطع ثمره، ولا يقلع غمامه، ولا تتبدّل أيامه؛ فأسعده الله تعالى بهذا
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1076