نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1048
وقول ذى الرمة أعجب إلىّ منه:
ألا طرقت مىّ هيوما بذكرها ... وأيدى الثّريا جنّح فى المغارب
وقال بعضنا: بل قول لبيد أيضا:
ولقد حميت الخيل تحمل شكّتى ... فرط، وشاحى- إن غدوت- لجامها
قال أبو العباس: هذا حسن، ولكن نعدل عن لبيد.
وقال آخر: [قول الهذلى] :
ولو أننى استودعته الشمس لاهتدت ... إليه المنايا عينها ورسولها
قال أبو العباس: هذا حسن، وأحسن منه «1» - فى استعارة لفظ الاستيداع- قول الحصين بن الحمام؛ لأنه جمع الاستعارة والمقابلة فى قوله:
نطاردهم نستودع البيض هامهم ... ويستودعونا السمهرى المقوّما «2»
وقال آخر: بل قول ذى الرّمة:
أقامت به حتى ذوى العود فى الثّرى ... وساق الثّريّا فى ملاءته الفجر
قال أبو العباس: هذا لعمرى نهاية الخبرة؛ وذو الرمة أبدع الناس استعارة، وأبرعهم عبارة، إلا أنّ الصواب حتى «ذوى العود والثرى» ؛ لأن العود لا يذوى ما دام فى الثرى، وقد أنكره على ذى الرمة غير ابن المعتز. قال أبو عمرو ابن العلاء: كانت يدى فى يد الفرزدق فأنشدته هذا البيت، فقال: أرشدك أم أدعك؟ قال: فقلت: بل أرشدنى، فقال: إنّ العود لا يذوى فى الثّرى، والصواب «حتى ذوى العود والثرى» .
قال الصولى: وكأنه نبه على ذى الرمة؛ فقلت: بل قوله:
ولمّا رأيت الليل والشمس حيّة ... حياة الذى يقضى حشاشة نازع
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1048