نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1034
الألباب «1» ؛ فإنها وإن لم تكن منهم، فقد استحقّت ألّا تفرد عنهم، بأن مسّ القاضى سببها، وصار إليه منتسبها، حتى إذا أنجز الله ما وعد به [عباده المؤمنين] من تمحيص سيئاتهم، وتضعيف حسناتهم، والإفضاء بهم إلى الجنة التى رضيها لهم دارا، وجعلها لجماعتهم قرارا؛ وأورد القاضى- أيّده الله تعالى- موارد أهل النعيم، مع أهل الصراط المستقيم، جاء وثوره هذا مجنوب معه، مسموح له به؛ وكما أنّ الجنة لا يدخلها الخبث، ولا يكون من أهلها الحدث، ولكنه عرق يجرى من أعراضهم، كذلك يجعل الله ثور القاضى مركبا من العنبر الشّخرى، وماء الورد الجورى؛ [فيصير ثورا له طورا؛ وجونة عطر «2» له طورا] وليس ذلك بمستبعد ولا مستنكر، ولا مستصعب ولا متعذّر؛ إذ كانت قدرة الله بذلك محيطة، ومواعيده لأمثاله ضامنة، بما أعدّه الله فى الجنة لعباده الصادقين، وأوليائه الصالحين؛ من شهوات أنفسهم وملاذّ أعينهم، وما هو سبحانه مع غامر فضله وفائض كرمه، بمانعه ذلك مع صالح مساعيه، ومحمود شيمه؛ وقلبى متعلّق بمعرفة خبره، أدام الله عزّه فيما ادّرعه من شعار الصبر، واحتفظ به من إيثار الأجر، ورفع إليه من السكون لأمر الله تعالى فى الذى طرقه، والشكر له فيما أزعجه وأقلقه، فليعرفنى القاضى من ذلك ما أكون ضار با معه بسهم المساعدة عليه، وآخذا بقسط المشاركة فيه.
فصل من جواب أبى بكر: وصل توقيع سيدنا الوزير أطال الله بقاه، وأدام تأييده ونعماه، وأكمل رفعته وعلاه، وحرس مهجته ووقاه، بالتعزية عن الثور الأبيض، الذى كان للحرث مثيرا، وللدواليب مديرا، وبالسبق إلى سائر المنافع شهيرا، وعلى شدائد الزمان مساعدا وظهيرا «3» . لعمرك لقد كان بعمله
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1034