نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1021
وتستخرج به دقائق المكايد والحيل، وإليه تستريح الهمم، وتسكن نوافر الأخلاق والشّيم «1» ، يمتّع جليسه، ويؤنس أليفه، وله سرور يجول فى النفس، وفرح مستكن فى القلب، وبه يتعاطف أهل المودّة، ويتّصل أهل الألفة، وعليه تتألّف الأشكال، وله صولات على القدر، ومكايد تبطل لطائف الحيل، وظرف يظهر فى الأخلاق والخلق، وأرواح تسطع من أهلها، وتعبق من ذويها.
وقال اليمانى بن عمرو مولى ذى الرياستين: كان ذو الرياستين يبعث بى وبأحداث من أهله إلى شيخ بخراسان ويقول: تعلّموا منه الحكمة؛ فكنّا نأنيه، وإذا انصرفنا من عنده اعترضنا ذو الرياستين يسألنا عما أفادنا فنخبره؛ فسرنا إلى الشيخ يوما فقال لنا: أنتم أدباء، وقد سمعتم الحكمة، وفيكم أحداث، ولكم نعم، فهل فيكم عاشق؟ قلنا: لا، قال: اعشقوا؛ فإنّ العشق يطلق الغبىّ، ويفتح جبلّة البليد، ويسخّى كفّ البخيل، ويبعث على النظافة وحسن الهيئة، ويدعو إلى الحركة والذكاء، وشرف الهمة، وإياكم والحرام.
قال: فانصرفنا، فسألنا عما أفادنا فى يومنا؛ فهبناه أن نخبره، فعزم علينا.
فقلنا له: أمرنا بكذا وكذا، قال: صدق، أتعلمون من أين أخذ هذا الأدب؟
قلنا: لا. قال: إن بهرام جور كان له ابن رشّحه للملك من بعده، فنشأ ساقط الهمّة، خامل المروءة، دنىء النفس، سيّىء الأدب، كليل القريحة، كهام الفكر «2» ؛ فغمّه ذلك، ووكّل به من المؤدبين والمنجّمين والحكماء من يلازمه ويعلّمه، وكان يسألهم فيحكون له ما يسوءه، إلى أن قال له بعض مؤدبيه: قد كنا نخاف سوء أدبه فحدث من أمره ما صرنا إلى اليأس منه، قال: وما ذلك؟ قال:
رأى ابنة فلان المرزبان فعشقها فغلبت عليه، فهو لا يهذى إلّا بأمرها، ولا يتشاغل إلّا بذكرها فقال بهرام جور: الآن رجوت صلاحه.
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1021