responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 144
ودخل عمرو بن عبيد على أبى جعفر المنصور، فقال: عظنى، فقال: يا أمير المؤمنين؛ إنّ الله أعطاك الدنيا بأسرها، فاشتر نفسك منه ببعضها؛ يا أمير المؤمنين؛ إن هذا الأمر لو كان باقيا لأحد قبلك ما وصل إليك، ألم تر كيف فعل ربّك بعاد إرم ذات العماد! قال: فبكى المنصور حتى بلّ ثوبه.
ثم قال: حاجتك يا أبا عثمان! وكان المنصور لمّا دخل عليه طرح عليه طيلسانا، فقال: يرفع هذا الطيلسان عنى! فرفع، فقال أبو جعفر: لا تدع إتياننا! قال: نعم، لا يضمّنى وإياك بلد إلّا دخلت إليك، ولا بدت لى حاجة إلّا سألتك، ولكن لا تعطنى حتى أسألك، ولا تدعنى حتى آتيك، قال: إذا لا تأتينا أبدا! وقد روى مثل هذا لابن السماك مع الرشيد وقوله «لو كان هذا الأمر باقيا لأحد قبلك ما وصل إليك» كقول ابن الرومى:
لعمرك ما الدّنيا بدار إقامة ... إذا زال عن عين البصير غطاؤها
وكيف بقاء الناس فيها وإنما ... ينال بأسباب الفناء بقاؤها؟
ووعظ شبيب بن شبة المنصور، فقال: يا أمير المؤمنين؛ إن الله لم يجعل فوقك أحدا، فلا تجعل فوق شكره شكرا.
ودخل عمرو بن عبيد على المنصور وعنده المهدى فقال له: هذا ابن أخيك المهدى، ولىّ عهد المسلمين، فقال: سميّته اسما لم يستحقّ حمله، ويفضى إليك الأمر وأنت عنه مشغول «1» وكان عمرو بن عبيد يقول: اللهم أغنى بالافتقار إليك، ولا تفقرنى بالاستغناء عنك.
وقال له المنصور: يا أبا عثمان؛ أعنّى بأصحابك: قال: يا أمير المؤمنين؛ أظهر الحقّ يتبعك أهله.
وقال عمر الشمرى: كان عمرو بن عبيد لا يكاد يتكلّم، وإن تكلّم لم يكد

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست