responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 529
من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَلَا زَائِد بِفضل الله سُبْحَانَهُ، ثمَّ بِمَا عندنَا من الِاعْتِدَاد بمقامكم أَعلَى الله سُلْطَانه، ومهد بِالْخَيرِ العاجل والآجل أوطانه، إِلَّا ود يستحكم سَببه، وتشيع يَتَّضِح مذْهبه، واعتقاد سما عماده، وانفسحت طنيه، وَوَلَاء ثَبت فِي شَجَرَة الخلوص نسبه. وَإِلَى هَذَا أيد الله أَمركُم، وأعز نصركم، فإننا ورد على بابنا خديمكم الشَّيْخ الْفَقِيه الْخَطِيب، الافضل الأرضى العابد الْمُجَاهِد الأمضى، المبرور، أَبُو الْعَبَّاس بن الْخَطِيب، وصل الله كرامته، وسنى سَلَامَته، فَألْقى إِلَيْنَا مشافهة من جميل اعتقادكم، وكريم ودادكم، مَا لَو اجتهدت الأقلام فِي تنميقه، وثابرت الْكتب على تَحْصِيله وتحقيقه، لم تَجِد مزيدا عَلَيْهِ، وَلَا فضلت مَا لَدَيْهِ، وَبَالغ فِي تَقْرِير مَا لديكم بِهَذِهِ الْجِهَات من الْعِنَايَة بأحوالها، وَالتَّحْقِيق لآمالها، وَالنِّيَّة الْخَالِصَة لله فِي جِهَاد أعدائها، وتمهيد رحابها. فحمدنا الله مَا وهبنا من ودكم، وَعلمنَا أَن نِيَّة الْجِهَاد كفيلة لكم فِي الدَّاريْنِ ببلوغ قصدكم، وَمَا أَعمالكُم، وَالْحَمْد لله، مُنْذُ أقامكم الله ذَلِك الْمقَام، إِلَّا متسابقة، فِي النّظر لَهَا مُتَوَالِيَة، وَلَا همتكم فِي الْعِنَايَة بهَا إِلَّا عالية، أعانكم الله على مَا يعظم لكم الْأجر، ويخلد الْفَخر. وَقد ألقينا إِلَيْهِ من شكر أفضالكم، وَالثنَاء على جلالكم، مَا نرجو أَن يقوم فِيهِ أحسن الْقيام، وَيعْمل فِيهِ عمل مثله من سراة الخدام، وَإِن كَانَ مَا ألقيناه إِلَيْهِ تعجز عَنهُ فُصُول الْكَلَام، وألسنة الأقلام. وتلاحق بِنَا أَيَّام مقَامه لدينا رَسُولكُم، والقائد الْأَجَل خديمنا أَبُو عبد الله بن غرون، أعزه الله، وأوصل إِلَيْنَا كتابكُمْ متضمنا مَا سناه الله لكم من مساعدة الْأَيَّام، وتيسير المرام، واستصحب أَيْضا مَا عَقدنَا على مقامكم فِي صلح الْعَدو من الْأَحْكَام، فَحصل الْغَرَض الْمَطْلُوب، واستبشرت بِتمَام الصُّلْح والقلوب، وَمَا زَالَ ملككم، حفظ الله معاليه، وشكر مكارمه المتوالية، يتمم لهَذِهِ الْبِلَاد الْمصَالح ويوفيها، ويسلك بهَا سبل الْخَيْر ويقتفيها، ويثابر على الْأَعْمَال الَّتِي يرضى الله فِيهَا، فيلي فضائلكم المترادفة، فضل الشُّكْر، وتوجب

نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 529
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست