responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 515
مركب الدَّهْر الَّذِي كَانَ لَا يلين لمن استمطى، وَقرب غَرِيم الرجا فِي هَذِه الأرجاء وَكَانَ مشتطا، والتوكل عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ قد أحكم مِنْهُ الْيَقِين، والاستبصار الْمُبين ربطا، ومشروط الْمَزِيد من نعمه قد لزم من الشُّكْر شطرا، ومقامكم هُوَ عدَّة الْإِسْلَام إِذا جد حفاظه، وظله الظليل إِذا ألفح الْكفْر شواظه، وملجأه الَّذِي تنام فِي كنف أَمنه إيقاظه، ووزره الَّذِي إِلَى نَصره تمد أيديه وتشير ألحاظه، فَفِي أرجاء ثنائه تسرح مَعَانِيه وَأَلْفَاظه، ولخطب تمجيده وتحميده يَقُول قسه عكاظه. وتشيعنا إِلَى ذَلِك الجناب طَوِيل وعريض، ومقدمات ودنا إِيَّاه لَا يعترضها نقيض، وأفلاك تعظيمنا لَهُ، لَيْسَ لأوجها الرفيع حضيض، وأنوار اعتقادنا الْجَمِيل فِيهِ يشف سَواد الحبر عَن أوجهها الْبيض، وَإِلَى هَذَا ألبسكم الله ثوب السَّعَادَة الْمُعَادَة فضفاضا، كَمَا صرف بإيالتكم الْكَرِيمَة، على ربوع الْإِسْلَام، وُجُوه اللَّيَالِي وَالْأَيَّام، وَقد ازورت إعْرَاضًا، وَبسطت آمالها، وَقد استشعرت انقباضا. فإننا ورد علينا كتابكُمْ الْكَرِيم الَّذِي كرم أنحاء وأغراضا، ومادت البلاغة من طرسه الفسيح المجال، الفصيح الْمقَال، رياضا، ووردت الأفكار من مَعَانِيه الغرائب، وَأَلْفَاظه المزرية بدرر النحور والترائب، بحورا صَافِيَة وحياضا، واجتلينا مِنْهُ حلَّة من حلل الود سابغة، وَحجَّة من حجج الْمجد بَالِغَة، وشمسا فِي فلك السعد بازغة، الَّذِي بَين الْمَقَاصِد الْكَرِيمَة وَشَرحهَا، وجلى الْفَضَائِل العميمة وأوضحها، فِي أكْرم شيم ذَلِك الْجلَال وأسمحها، [وَأفضل خلال ذَلِك الْكَمَال] وأرجحها، حثثتم فِيهِ على إحكام السّلم الَّذِي يحوط الانفس والحريم بسياج، ويداوي الْقطر العليل مِنْهَا بأنجى علاج، وَالْحَال ذَات احْتِيَاج، وساحة الْجَبَل عصمَة الله ميدان هياج، ومتبوأ

نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 515
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست