responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 332
الصَّبْر لما تقدمونه فِي الْيَوْم فتجدونه غَدا. من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَعِنْدنَا من الِاعْتِدَاد بِاللَّه فِيكُم أَسبَاب وَثِيقَة، وأنساب صدق فِي بحبوحة الخلوص عريقة، وَمن الثَّنَاء عَلَيْكُم، حدائق روض لَا تحاكيها حديقة، وَمن المساهمة لكم فِي شَتَّى الْأَحْوَال، مَقَاصِد لَا تَلْتَبِس مِنْهَا طَريقَة، وَمن السرُور بِمَا سناه الله لكم نعم بشكر الله عز وَجل خَلِيقَة. وَإِلَى هَذَا أيدكم الله بنصره، وَحكم لمقامكم بشد أزره وإعلاء أمره، فإننا ورد علينا الْخَبَر الَّذِي قبض وَبسط، وجار وقسط، وبخس ووفى، وأمرض وشفا، وأضحى وظلل، وتجهم وتهلل، وَأمر وَأحلى، وأوحش وأسلى، وأساء ثمَّ أحسن، وَبشر بعد مَا أَحْزَن، خبر وَفَاة والدكم، مَحل والدنا، السُّلْطَان الْكَبِير الْقدر، الرفيع الْخطر، الَّذِي لَو لم يكن من مناقبه، إِلَّا أَن كَانَ لكم أَبَا، وَفِي أَن أنعم الله على الْملَّة الحنيفية سَببا، لكفاه شرفا لَا تَجِد الْأَشْرَاف بعده مذهبا، قدس الله طَاهِر تربه، وكريم لحده، كَمَا أَحْيَا بكم معالم مجده، فياله من سهم رمى أغراض الْقُلُوب فأثبتها، وطرق مجتمعات الآمال فشتتها، ونعى إِلَى الْمجد إِنْسَان عينه وَعين أنسانه، وَإِلَى الْملك هيولي أَرْكَانه، وَإِلَى الدّين تَرْجَمَة ديوانه، وَإِلَى الْفضل عميد إيوانه. حَادث نبه الْعُيُون من سنة غرورها، وَذكر النُّفُوس بمهم أمورها، وأشرق المحاجر بِمَاء دموعها، وأضرم الجوانح بِنور ولوعها، وَبَين أَن شراب الآمال سراب، وكل الَّذِي فَوق التُّرَاب تُرَاب. فَمن تَأمل الدُّنْيَا وطباعها، وَالْأَيَّام وأفراعها، والحوادث وقراعها، بدا لَهُ الْحق من المين، وَاسْتغْنى عَن الْأَثر بِالْعينِ، فشأنها أَلا تفتر عَن سهم تسدده إِلَى غَرَض، وَصِحَّة يعقبها مرض، وجوهر

نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست