responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 261
الزَّمن الممقوت] ، وطالما أصلى الْيَاقُوت [جمر الغضا ثمَّ انطفى الْجَمْر والياقوت] أننا مَا برحنا بِوَاجِب شَفَقَة الْبُنُوَّة نخالف الأسى، ونتدارس فِي حمل هَذِه الْأُمُور بَاب لَعَلَّ وَعَسَى، فَتَارَة نستفتح وُجُوه الصَّبْر وَهِي جميلَة، ونتعلل بنواسم الْأَخْبَار وَهِي عليلة، وَتارَة نفوض الْأُمُور إِلَى من بِيَدِهِ مقاليد الألطاف الْعَجَائِب، ونمدكم من الدُّعَاء بأعظم الْكَتَائِب. هَذَا والعدو الَّذِي سَالم الْإِسْلَام بِسَبَب جهادكم، وتقلصت أطماعه بامتداد ظلال أمدادكم، قد فاض علينا بحره، وتجنى على عهدنا غدره، وشره إِلَى استئصالنا نابه وظفره، ونازل جبل الْفَتْح، الَّذِي كَانَ نصركم إِيَّاه بِفضل الله سَبَب نجاته، واستعدادكم [فِيهِ] ذَرِيعَة استمساك الدّين وثباته، بِمَا تجدونه مذخورا يَوْم يسر الْمُؤمن بحسناته، بعد خصام جرى بَيْننَا وَبَينه، تَوَجَّهت عَلَيْهِ فِيهِ الْحجَّة، ووضحت من سَبِيل غدره المحجة، وخيرنا فَلم نرض الدنية الَّتِي عرضهَا، وحملنا الْأُمُور على أَشد الْوُجُوه الَّتِي فَرضهَا، ثِقَة بِاللَّه الَّذِي هُوَ الملجأ الأحمى والركن الْأَقْوَى، وعلما بِأَن الْعَاقِبَة للتقوى، فسد الْبَاب، وَقطع الْأَسْبَاب، وَرَأى أَنه إِذا فازت بفرضة الْمجَاز قداحه، ولان لَهُ من الْجَبَل بطول الْحصار جماحه، تستسف بِمَا سواهُ رياحه، وتملكت الْبِلَاد والعباد رماحه، وَلم يدر أَن لله كتائب تخفى عَن عُيُون الْكَتَائِب، وتكمن فِي مدارج الأنفاس ومياه المشارب، وَأَن الجديدين اللَّيْل وَالنَّهَار يبليان الْجَدِيد، ويأتيان بالعجائب، وعَلى هَذِه الْحَال المهمة، والنوائب الْملَّة، فمقامكم شغل بالنا، وَفِي ميدان مساهمتكم مجَال آمالنا نصل السُّؤَال عَن أَبْنَائِكُم فِي كل الأحيان، ونعاقب بعث الرسائل على تعاقب الزَّمَان، وَفِي هَذِه الْأَيَّام وَفد علينا

نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست