responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 233
وخايضي الْعباب، تهوى إِلَيْهَا أَجْنِحَة الشراع شارعة، وتبتدرها قوافل السفن متسارعة، مَا بَين مخبرة عَن مَدِينَة الْإسْكَنْدَريَّة، ومطرفة بأبناء رومة بنى الْأَصْفَر، وصادرة عَن السواحل العكية، ومحدثة عَن غرائب التركية، وشاكية إِلَيْكُم الكرب نَاجِية من ظلمَة اقتباس الغرب. أَلْقَت الْيَد إِلَى طاعتكم على شهرة إبائها وشماسها، ومنعة وَضعهَا، وشهامة ناسها، لما علمت أَن مغالب الْحق مغلوب، ومحارب الْقُدْرَة الإلهية محروب، وحروف اللجاج مقود مجنوب، ومكابر الْبُرْهَان إِلَى الْجَهْل مَنْسُوب. فصانتها أَصَالَة رأيها فِي طَاعَة عَن الخطل، وتحلت منابرها بذكركم من بعد العطل، وَطَابَتْ بإيالتكم الفارسية نفسا، واستشعرت سُرُورًا وأنسا. وَكَانَت قد عدمت نَاصِر الدّين معنى، فَوجدت نَاصِر الدّين معنى وحسا، وخشعت أصوات أَهلهَا للرحمن من بعد الإجهار بالإباية والإعلان، فَلَا تسمع إِلَّا همسا، وَأصْبح ملككم مطلا على ماوراءها من الْجِهَات، [نَاسِخا بمحكم] الْحق حجج الترهات، وَإِن كَانَت قد أبدت نفارا وتيها، وعاودت عَادَة تجنيها، فالتيه من عَادَة الغادة، والتمنع من شِيمَة الْكَرِيمَة، أَنما هُوَ المطل، وَبعده يحصل الْوَصْل، والوعد والإنجاز من بعد، والبرق والرعد، وَفِي أَثَره الْغَمَام الرغد، وأهون المكسوب رخيصه، وَلَذَّة الصَّيْد أَن يطارد قنيصه، وَإِذا ظَهرت الآلاء فَمَا أخفت ملالا، وَإِن رامت دفاعا، فَمَا أضمرت خلافًا وَلَا امتناعا. فقد كَانَت خجلة من نشوزها الْمُتَقَدّم، قَارِعَة سنّ المنتدم المتندم، معلنة بطوق الكلف، متبرمة من الصلف، معترفة بِحُقُوق من سلف لكم من كريم السّلف، مستدركة مَا فاتها من أيامكم السعيدة الْمُسْتَقْبلَة، باخعة بتوبتها، والتائب من الذَّنب كمن لَا ذَنْب لَهُ. فَلَمَّا تحققنا من هَذَا الْخَبَر الَّذِي هُوَ علم فِي عواتق الْإِخْبَار،

نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست