responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 131
عزايمكم الَّتِي تقذف الْعَدو بِالرُّعْبِ. فتقرر لدينا امتعاض مقامكم الْكَبِير الْجَلالَة، الشهير البسالة، واستنبطنا أَحْكَام النَّصْر من ذَلِك التَّلْقِين الْمُبين وَتلك الرسَالَة. وَهَذِه الْبِلَاد أيدكم الله، إِنَّمَا استمسكت [بِأَسْبَاب تِلْكَ] الإبالة، واستركبت بَرَكَات مكارمها المنثالة، فأكف سكانها على اخْتِلَاف أزمانها إِلَى تِلْكَ العزايم الْمَاضِيَة تُشِير، وبتلك الهمم الْعَالِيَة، مهمي طرقها الْهم تستجير، وَقُلُوب الْمُسلمين فِيهَا إِلَى عوايد سلفكم الْأَرْضين تجنح، ونفوسهم لَا تزَال تلوذ مِنْهُم بِمن يمْنَع ويمنح، فَإِذا كَيفَ الله لَهَا مثلكُمْ من لباب ذَلِك العنصر الطَّاهِر، وخلاصة الْملك العالي الظَّاهِر، [فقد جبر الْقُلُوب، وَبلغ الْمَطْلُوب] . أمتعنا الله بعصمة مجدكم وَعرف الْإِسْلَام بركَة سعدكم، وإنجاز وَعدكُم. وَمن الِاتِّفَاق الَّذِي عددناه من سَعَادَة هديتكم، وحسبناه من آثَار نيتكم، مَا كَانَ من مُشَاهدَة رَسُولكُم، أعزه الله، قفول الْجَيْش بحضرتنا من غَزْوَة أغزيناه إِيَّاهَا إِلَى جِهَات عَدو الشرق، أبعد فِيهَا المغار، وسام من بهَا من الرّوم الصغار، وَأطلق فِي أوطانها السَّيْف وَالنَّار، واستباح جملَة من الْقرى بأحواز مَدِينَة الكرس، ركبت إِلَيْهَا سراياه ظهر اللَّيْل، وأطلعت بمطالع فجرها قبل غرَّة الصَّباح غور الْجَبَل. وباكرت أبكارها وعونها بِالْوَيْلِ، ونالت من حماتها أعظم النّيل، وأدارت على متدبريها أكواس المنايا، واستاقت النِّسَاء والحريم سَبَايَا، ودوخت أَرضًا، خطب الْقدوم عَلَيْهَا شَدِيد، وعهدها بسيوف الْمُسلمين بعيد، كل ذَلِك بِقُوَّة الله سُبْحَانَهُ وَحَوله، وفضله السابغ وَطوله، وبركة الِاعْتِدَاد بمقامكم الأسمى، شكر الله مَكَارِم قَوْله

نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست