عنقه يتأمّل، فإاذ هو بأوس بن حجر، فيقول: يا أوس، إنَّ أصحابك لا يجيبون السائل فهل لي عندك من جوابٍ؟ فإنِّي أريد أن أسألك عن هذا البيت:
وفارقت وهي لم تجرب، وباع لها
من الفصافص بالنُّمِّيِّ سفسير فإنّه في قصيدتك التي أوِّلها:
هل عاجلٌ من متاع الحيِّ منظور
أم بيت دومة بعد الوصل مهجور ويروي في قصيدة النَّابغة التي أوَّلها:
ودِّع أمامة والتّوديع تعذير،
وماوداعك من قفَّت به العير وكذلك البيت الذي قبله: قد عرِّيت نصف حولٍ اشهراً حدداً يسفي على رحلها في الحيرة المور وكذلك قوله:
إنّ الرَّحيل إلى قومٍ، وإن بعدوا،
أمسوا ومن دونهم ثهلان فالنِّير وكلاكما معدودٌ في الفحول، ايِّ شيءٍ يحمل ذلك؟ فلم تزل تعجبني لاميَّتك التي ذكرت فيها الجرجة وهي الخريطة من الأدم فقلت لمّا وصفت القوس:
فجئت ببيعتي مولياً لا أزيده ... عليه بها، حتَى يؤوب المنخَّل
ثلاثة أبرادٍ جيادٍ، وجرجةٌ، ... وأدكن من أري الدَّبور معسَّل
فيقول أوسٌ: قد بلغني أنَّ نابغة بني ذبيان في الجنَّة، فأسأله عمَا بدا لك فلعلَّه يخبرك، فإنَّه أجدر بأن يعي هذه الأشياء، فأمَّا أنا فقد ذهلت: نارٌ توقد، وبنانٌ يعقد؛ إذا غلب عليَّ الظَّمأ، رفع لي شيءٌ كالنّهر، فإذا اغترقت منه لأشرب، وجدته سعيراً مضطرماً، فليتني أصبحت درماً، وهو الذي يقال