وقال الآخر:
ولست أبالي بعدما اكمتَّ مربدي ... من التمر، أن لا يمطر الأرض كوكب
ويجوز وحوَّارى بحمت، من قولهم: تمرٌ حمتٌ، أي شديد الحلاوة.
فإن أخرجه إلى الثاء فقال: من أمّ شثّ، قال: وحوَّارى ببثّ، والبثُّ: تمرٌ لم يجد كنزه فهو متفرق.
فإن أخرجه إلى الجيم فقال: أمّ لجّ، جاز أن يقول: وحوّارى بدجّ، والدُّجُّ: الفرُّوج، جاء به العمانيُّ في رجزه.
فإن خرج إلى الحاء، فقال: من أمّ شحّ، جاز أن يقول: وحوارى بمحّ، وببحّ، وبرّح، وبجحّ، وبسحّ. فالمحُّ: محّ البيضة، وبحُّ: جمع أبحَّ، من قولهم: كسرٌ أبحُّ، أي كثير الدّسم، وقال:
وعاذلة هبَّت عليَّ تلومني، ... وفي كفّها كسرٌ أبحٌ رذوم
ويجوز أن يعنى بالبحّ القداح، أي هذه المرأة أهلها أيسار، كما قال السُّلميُّ:
قروا أضيافهم ربحاً ببحّ، ... يعيش بفضلهنَّ الحيُّ، سمر
ورحٌّ: جمع أرحَّ، وهو من صفات بقر الوحش، أي يصاد لهذه المرأة، ويقال لأظلاف البقر: رحٌّ، قال الشاعر الأعشى:
ورحٌّ بالزّماع مردَّفاتٌ، ... بها تنضو الوغى وبها ترود
والسحُّ: تمرٌ صغير يابس. والجحُّ: صغار البطيخ قبل أن ينضج.
فإن قال: أمُّ دخّ، قال: حوَّارى بمخّ، ونحو ذلك.
فإن قال: أمّ سعد، قال: حوَّارى بثعد، وهو الرُّطب الذي لان كلُّه.
فإن قال: أمّ وقذ، قال: حوارى بشقذ، وهي فراخ الحجل.
فإن قال: أمّ عمرو، فإنَّ أشبه ما يقول: حوّارى بتمر.
فإن قال: أمّ كرز، فإن أشبه ما يقول: وحوَّارى بأرز، وفيه لغات ستّ: أرزٌ على وزن أشدّ، وأرزّ على صملّ، وأرزٌ على وزن شغل، وأرزٌ في وزن قفل، ورزّ مثل جدٍّ، ورنز، بنونٍ وهي رديئة.
فإن قال: أمّ ضبس، قال: وحوّارى بدبس. والعرب