responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 195
وادي الصدق واليقين، قال في الثانية -قيل- بالبناء لملجهول، فأشار إلى أنه قول ساقط غير منسوب إلى عاقل يستحق أن يذكر.
ومما يكون التعريف فيه بالصلة قصدا إلى معاني فيها ذات أهمية في سياق الكلام قوله تعالى: {وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ} [1]، فإن الذي يقدر على أن يتوفى الأنفس جديبر بأن يعبد.
ومنه قول كعب بن زهير ما جاء عائذا برسول الله صلى الله عليه وسلم "من الكامل"
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ... القرآن فيه مواعيظ وتفصيل
قال: هداك الذي أعطاك.... ولم يقل هداك الله أو هداك ربك؛ لأن في الصلة حديثا عن عطاء الله لمحمد صلى الله عليه وسلم، ففيه تكريم للنبي، وتنويه بمقامه عند الله وفي ذلك إقرار مؤكد بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وإعلام بإسلام كعب ثم إن القرآن فيه مواعيظ وهداية، وكأنه يذكره بما يدعوه صلى الله عليه وسلم إلى العفو عنه من آيات الله الداعية إلى الصفح، وقبول الإسلام ممن جاء عائذا.
كل ذلك كان من الصلة كما ترى، ومما يتصل بهذا قول أبي نواس في الخمر: "من الكامل"
لا تخدعن عن التي جعلت ... سقم الصحيح، وصحة السقم
لم يقل: لا تخدعن عن الخمر؛ لأن التعريف بالموصولية هنا مكنه من ذكر صفات يحرص على إبرازها في الخمر، وهي ما في أفاعيلها مما يشبه التناقض، فالصحيح حين يشربها تجري في مفاصله، فيصيبه فتور واسترخاء، فيصير كأنه سقيم، فإذا شربها السقيم صح بما تبعثه فيه من نشوة وصبوة، ولم يكن ليتاح للشاعر أن يذكر هذه الأفعال للخمر لو أنه سلك طريقا غير طريق الموصول.

[1] يونس: 104.
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست