responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 189
دلالة حية أي أنهم أسلموا فور رؤية وقع السيوف من غير مدافعة ونزال؛ لأنهم لا طاقة لهم بذلك، والإسناد الثاني يسمهم بما هو أشنع من الأول، ففي الأول أسلموا أخاهم، وفي الثاني استسلموا جميعًا، وهكذا يحرص الشاعر على إسناد هذه الأفعال ذات الشأن في غرضه إلى المسند إليه لا إلى ضمير يعود عليه.
ومثل هذا قول جرير في سدوس:
أخلاي الكرام سوى سدوس ... وحالي في سدوس من خليل
إذا أنزلت رحلك في سدوس ... فقد أنزلت منزلة الذليل
وقد علمت سدوس أن فيها ... منار اللؤم واضحة السبيل
فما أعطت سدوس من كثير ... ولا حامت سدوس عن قليل
فالشاعر يحرص هنا أيضا على ذكر المسند إليه، لأن ذلك ضروري في سياق الشعر، حيث يقصد إلى قرنه قرنا واضحا بهذه المثالب الكثيرة.
والبيت الثالث من المعاني القوية؛ لأنه يقرر بواسطة هذا التكرار أن القوم أنفسهم يعلمون أنهم منار اللؤم، فليس الناس هم الذين يدعون ذلك فضلا عن أن يكون جريرًا، وإنما القبيلة نفسها تعلم ذلك، وهذا بليغ في بابه.
والبيت الرابع وصف بغاية البخل؛ لأن الذي يمنع وعنده الكثير قد استحكمت فيه طبيعة البخل، ثم هو وصف بالغ بالهوان والضعف؛ لأنهم يعجزون عن حماية القليل الذي لا يطمع فيه إلا الضعيف الدون.
قلت: إن تكرار الأسماء مما يثقل في الشعر إلا أن يكون الشاعر صاحب موهبة عالمًا بأسرار الصناعة، ورياضة البيان وإلا سقط شعره، وأنبه ننا إلى أن الأمر في مقام الرثاء، والغزل يختلف عنه في غيرها وذلك؛ لأنها من مقامات العواطف المشبوبة، والأسى التي تتردد في سياقها أسماء غنية بالإيحاء والتأثير؛ لأنها إما أن تكون من أسماء الصواحب، فهي تلهب الشوق والحنين

نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست