responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 187
بأنا العصامون إذا أطعنا ... وأنا الغارمون إذا عصينا
وأنا المنعمون إذا قدرنا ... وأنا المهلكون إذا أتينا
وأنا الحاكمون بما أردنا ... وأنا النازلون بحيث شينا
وأنا التاركون لما سخطنا ... وأنا الآخذون لما هوينا
وأنا الطالبون إذا نقمنا ... وأنا الضاربون إذا ابتلينا
وأنا النازلون بكل ثغر ... ويخاف النالون به المنونا
واضح أن الشاعر يستطيع الاستغناء عن هذه الضمائر التي كررها مع كل بيت، ولكن إحساسه بهذه المكارم لا يكفيه أن يذكر هذه المناقب غير مستندة كل واحدة منها إلى قومه استنادًا مستقلًّا ليكون في ذلك تقرير وإبراز لها، وهكذا
أحسها الشاعر بل أحسها الناس كما يدعي، انظر إلى قوله: وقد علم القبائل
من معد، وكيف أشعرك بهاذ أن تلك المناقب المذكورة لا يدعيها لقومه، وإنما
هي مفاخر مقررة لقبيلته العظيمة تغلب قد علمتها القبائل من معد، أي هي ذائعة تتجاوب بها آفاق جزيرة العرب التي تنتشر في كل أرجائها قبائل معد، ثم إن في تكرار هذا الضمير وحده، وهذه الغنة القوية في النون المشددة ما يمكن الشاعر من أن يكون غناؤه كفاء لشعور الفخر الذي امتلأت به نفسه في هذا
الموقف الطاغي، وهو يخاطب عمرو بن هند ملك المناذرة.
وحين نتابع الضمائر وإبرازها في مثل تلك المعلقة لا نجد وراءها لونا واحدا من ألوان الشعور كهذا اللون الذي ذكرناه، وإنما قد نجد ألوانا متعددة، وهذا يجعل مهمتنا في دراستنا مهمة صعبة؛ لأننا لا نستطيع أن نضع قاعدة تحيط بأغراض ذكر المسند إليه.
انظر مثلا إلى قوله:
ألا لا يحسب الأعداء أنا ... تضعضعنا وأنا قد فنينا
ترانا بارزين وكل حي ... وقد اتخذوا مخافتنا قرينا

نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست