responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 132
أتراك لو قلت في قوله: "من الطويل"
ولما نعى الناعي بريدًا تغولت ... بي الأرض فرط الحزن وانقطع الظهر
أن قوله: تغولت بي الأرض، مجاز عقلي أسند فيه التغول إلى الأرض، والأرض مكان التغول، وتكون مهدرًا لمزية الصنعة في هذا التصوير الخلاب حين أفسدته بهذا التحليل، وإن أمكنك أن تدافع عنه؟ أليس من البر بهذه الصورة أن نقول: إنها تصوير وتمثيل لحاله، واستلاب نفسه حين فوجئ بنعي أخيه بتلك الحال المفروضة أي حال من تغولته الأرض، وهم يزعمون أن في الأرض غولًا يغتال الأقوام، قال طريف بن وهب يخاطب زوجته في رثاء ولده:
"من الطويل"
فإن الذي تبكين قد حال دونه ... تراب وزوراء المقام دحول
نحاه للحد زبرقان ومالك ... وفي الأرض للأقوام قبلك غول
نقول: إنه شبه حاله حين أفرغ النعي نفسه بحال من تغولته الأرض، ثم استعار صورة المشبه به للمشبه على طريقة الاستعارة التمثيلية وراء ذكر الأرض التي تحمل إشارة إلى سرعة الاختطاف والاستلاب، وزوراء المقام القبر، والدحول هوة تكون في الأرض.
ولا أستطيع أن أضع حدًّا يهدي إلى الطريق الذي تخرج عليه الأساليب إلا المهارة الخاصة، وحسن التذوق للفروق الدقيقة بين طعوم الأساليب المتشابهة، والله يهدي من يشاء إلى صراط المستقيم.
ومما وقع فيه التجوز في الإسناد، والمسند إليه قول ابن خفاجة: "من الطويل"
وإني إذا ما شاقني لحمامة ... رنين وهزتني لبارقة ذكرى
لأجمع بين الماء والنار لوعة ... فمن مقلة ريا ومن كبد حرى
أراد بالرنين صوت الحمامة، وإنما يقال له: هديل، وسجع، وترجيع، وتطريب، ولعلهم أدركوا في صوت الحمامة ما يشبه رنة القوس، ورنة القوس من

نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست