responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 436
مقتدرا، فقال له الحجاج بن يوسف: إنا قاذفون بك في جب ليث، فإن هو قتلك كفانا مؤنتك، وإن أنت قتلته خلينا عنك وأحسنا جائزتك! قال: نعم، أصلح لله الأمير قربت المحنة، وأعظمت المنة، أنت أهل ذلك، إذا شئت فأمر به. فقيد وحبس.
وكتب إلى عامله على كسكر يأمره بالبعثة إليه بأسد ضار، فبعث إليه بأسد قد أضر بأهل كسكر، في صندوق يجره ثوران، فلما قدم به على الحجاج، أمر به فأدخل في جب وسد بابه وجوعه ثلاثة أيام، ثم أتى بجحدر وأمكن من سيف قاطع، وجلس الحجاج والناس ينظرون إليهما فلما نظر الأسد إلى جحدر، وقد أقبل ومعه السيف يرسف في قيوده، تهيأ وتمطى فأنشد جحدر يقول:
ليث وليث في مجال ضنك ... كلاهما ذو أنف وفتك «1»
وسورة في وصلة ومحك ... أن يكشف الله قناع الشك
من ظفري بحاجتي ودركي ... فذاك أحرى منزل بترك
فوثب إليه الأسد وثبة شديدة فتلقاه جحدر بالسيف، فضرب هامته ففلقها حتى خالط ذباب السيف لهواته، وتخضبت ثيابه من دمه، فوثب وهو يقول:
يا جمل إنك لو رأيت كريهتي ... في يوم هيج مسدف وعجاج «2»
وتقدمي لليث أرسف موثقا ... كيما أكابره على الإحراج
جهم كأن جبينه لما بدا ... طبق الرحا متعجّر الأثباج
يسمو بناظرتين تحسب فيهما ... لما أجالهما شعاع سراج
فكأنما خيطت عليه عباءة ... برقاء أو قطع من الديباج
قرنان مختصران قد مخضتهما ... أمّ المنية غير ذات نتاج
ففلقت هامته فخر كأنه ... أطم تساقط مائل الأبراج «3»
ثم انثنيت وفي ثيابي شاهد ... مما جرى من شاخب الأوداج «4»
أيقنت أني ذو حفاظ ماجد ... من نسل أملاك ذوي أتواج
مما يغار على النساء حفيظة ... إذ لا يثقن بغيرة الأزواج
فقال له الحجاج: يا جحدر إن أحببت المقام معنا فأقم، وإن أحببت الانصراف إلى بلادك فانصرف. فقال: بل أختار صحبة الأمير والكينونة معه، ففرض له في شرف العطاء، وأقام ببابه فكان من خواص أصحابه. وسيأتي إن شاء الله تعالى في باب الهاء في الهزبر ما قاله بشر بن أبي عوانة «5» ، لما قتل الأسد، وقد أحسن إبراهيم بن محمد المغربي رحمه الله حيث قال:

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست