إذا اعتاصَ القريضُ عليكَ فامدَحْ ... أميرَ المؤمنينَ تجِدْ مَقَالا
كريمٌ ما تزال به رِكابٌ ... وضَعْنَ قصائداً وحملنَ مَالا
أنشدني إبراهيم بن محمد البكري لمحمد بن جراح البكري:
إنَّا لَنبنِي علَى أسَّسَتْهُ لنَا ... آباؤنا الغرُّ من مجدٍ ومن كَرَمِ
إنِّي وإنْ كانَ قَومي في الوَرَى علماً ... فإنَّني عَلَمٌ في ذلكَ العَلَمِ
لا يرفَعُ الضَّيفُ رأساً في منازِلِنا ... إلاَّ إلى ضاحكٍ ومبتسِمِ
وقال إبراهيم بن هلال الصابي في اصطرلاب أهداها إلى الأمير أبي جعفر صاحب سجستان:
أهدَى إليكَ بنو الآمالِ واحتَفَلُوا ... في مهرجانٍ جديدٍ أنتَ مُبْليهِ
لكنَّ عبدكَ إبراهيمَ حينَ رَأَى ... علوَّ قدرِكَ عن شيءٍ يُدانيهِ
لم يرضَ بالأرضِ مُهداةً إليكَ فقدْ ... أهدَى لكَ الفلَكَ الأعلى بما فيهِ
وقال أبو علي الزوزني في ابن العتبي:
عيدُ المكارِمِ والعُلى بكَ عَادا ... يا سيِّداً سُنَنَ الكرامِ أعادَا
بالعيدِ لا يُعْتَدُّ بل بكَ مَنْ غَدَا ... أيَّامُهُ بكَ كلّها أعيادَا
وقال ابن مطران الشَّاشي:
إذا أبو قاسمٍ جادتْ لنَا يدُهُ ... لم يحمَدِ الأغزَرانِ البحرُ والمَطَرُ
وإنْ أضاءَ لنَا نورٌ بغُرَّتِهِ ... تضاءَلَ النَّيِّرانِ الشَّمْسُ والقمرُ
وإنْ بَدَا رأيهُ أو حَدُّ عزمتهِ ... تأخَّرَ الماضيانِ السَّيفُ والقدرُ
مَن لمْ يكنْ حَذِراً من حدِّ صولتهِ ... لم يدرِ ما المُزْعِجانِ الخوفُ والحَذَرُ
وقال بكر بن النطَّاح في أبي دلف القاسم بن عيسى:
يا طالباً للكِيمياءِ ونفعِهِ ... مدحُ ابنِ عيسَى الكيمياءُ الأعظمُ
لو لمْ يكنْ في الأرضِ إلاَّ درهمٌ ... ومدحتَهُ لأتاكَ ذاكَ الدِّرهَمُ
وقال مروان بن أبي حفصة:
تَشابَه يوماهُ علينَا فأَشْكَلا ... فما نحنُ ندرِي أيُّ يوميهِ أفضَلُ
أيومُ نَداهُ الغَمْرِ أمْ يومُ بأسِهِ ... وما منهما إلاَّ أغرُّ مُحجّلُ
أنشدني أبو سهل بن الأعرابيّ بغَزْنة:
قومٌ إذا حلَّ الغريبُ بدارِهم ... تركوهُ ربَّ صَواهِلٍ وغَوانِ
وإذا دعوتَهم ليومِ كريهةٍ ... سَدّوا شُعاعَ الشَّمْسِ بالفرسانِ
لا ينكتُونَ الأرضَ عندَ سؤالِهم ... لتطلُّبِ العلاَّتِ بالعِيدانِ
حضر النَّبيّ صلى الله عليه وسلّم الزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم التَّميميَّان، فقال عليه السَّلام لعمرو بن الأهتم: " كيف الزبرقان فيكم "؟ فقال: مطاع في أدانيه، شديد العارضة، مانع لما وراء ظهره. فقال الزبرقان: يا رسول الله إنَّه علم منِّي أكثر من هذا ولكنَّه حسدني. فقال عمرو بن الأهتم: أما أنَّه لزمر المروءة، أحمق الوالد، لئيم الخال، قعدد النسب، ولقد صدقت في الأولى وما كذبت في الأخرى، ولكنِّي رضيت فقلت أحسن ما علمت، وسخطت فقلت أسوأ ما علمت، فقال صلى الله عليه وسلّم: " إنَّ من البيان لسحرا ".
وقال عليَّ رضوان الله عليه: إنَّ ابن عبَّاس ينظر إلى الغيب من وراء ستر رقيق.
وصف أعرابيّ قوماً فقال: كانوا والله غيوث جدب، وليوث حرب، إن أعطوا أغنوا، وإن حاربوا أفنوا، فقدَّم لهم الدَّهر ما أخَّر لغيرهم، فواهاً لهم.
وفي الحديث: " إذا رأيتم المدَّاحين فاحثوا في وجوههم التُّراب ".
دخل يحيى بن معاذ الرازي ببلخ علَى حمزة بن حمزة سيّد العلويين بها، فقال: ما تقول فينا أهل بيت المصطفى؟ فقال: ما أقول في طينة عجنت بماء الرسالة، وسقيت بماء الوحي، هل يفوح منها إلاَّ مسك الهدى، وعنبر التُّقى وبان اليقين. فلمَّا كان من الغد ركب إليه حمزة. فقال له يحيى: إن زرتنا فبفضلك، وإن زرناك فلفضلك، فلك الفضل زائراً ومزورا.
وقال عليّ بن محمد الفيَّاض للمبرّد: يا أبا العبَّاس، ما أنت إلاَّ بستان، فقال: وأنت يا سيّدي شربه.
دخل بعض العلماء علَى بعض الأمراء فتكلّم في أنواع العلوم فأكثر وأحسن، ثمَّ قال: لقد صدّعت، فقال صاحب المنزل: بل صدعت بالحقّ، فقال: قد ثقّلت، فقال: نعم قد تقّلت المنَّة، فقال: لعلَّك تقول: أبرمت فقم، فقال، لا بل أكرمت فدم.
وفي الحديث: " إذا مدح الظَّالم اهتزَّ العرش ".