نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 61
الموتَ، فوالله ما هابه امرؤ إلا ذَلَّ، كونوا كالأولى من بني إسرائيل إذ قال لهم نبيهم: {إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} فما فعل القوم؟ جثوا على الركب والله، ومدوا الأعناق، ورضوا بالقضاء حتى حين علموا أنه لا ينجيهم من عظيم الذنب إلا الصبرُ على القتل، فكيف بكم لو قد دُعِيتُم إلى مثل ما دُعِيَ القوم إليه؟ اشحذوا السيوف، وركِّبُوا الأسنة {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ [1]} حتى تُدْعَوا وتستنفروا". [1] اسم للخيل التي تربط في سبيل الله "فِعال" بمعنى مفعول، أو مصدر سمي به كالمرابطة، أو جمع ربيط فعيل بمعنى مفعول.
47- خطبة خالد بن سعد بن نفيل:
فقام خالد بن سعد بن نفيل فقال: "أما أنا فوالله لو أعلم أن قتلي نفسي يخرجني من ذنبي، ويرضي عني ربي لقتلتها، ولكن هذا أُمِرَ به قومٌ كانوا قبلنا ونُهِينا عنه، فأشهد الله ومن حضر من المسلمين أن كل ما أصبحت أملكه سوى سلاحي الذي أقاتل به عدوي صدقة على المسلمين أقويهم به على قتال القاسطين1".
وقام أبو المعتمر حنش بن ربيعة الكناني، فقال: "وأنا أشهدكم على مثل ذلك" فقال سلمان بن صرد: "حسبكم، من أراد من هذا شيئًا فليأت بماله عبد الله بن والٍ التيمي تيم بكر بن وائل، فإذا اجتمع عنده كل ما تريدون إخراجه من أموالكم، جهزنا به ذوي الخَلَّة[2] والمسكنة من أشياعكم". [1] الجائرين، قسط كجلس قسوطا: جار وعدل عن الحق. [2] الخلة: الحاجة والفقر، وفي المثل: "الخلة تدعو إلى السَّلة" بفتح السين أي إلى الاستلال والسرقة.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 61