responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 500
والذكر من شأنه، والمحاسبة من همته، ولا يزال بشر ما استعمل التسويف، واتبع الهوى، وأكثر الغفلة، ورجح في الأماني، الحق مر لا يصبر عليه إلا من عرف حسن العاقبة، ومن رجا الثواب خاف العقاب، حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور[1]، واقدعوا[2] هذه النفوس، فإنها طلعة[3]، وإنكم إلا تزعوها[4] تنزع بكم إلى شر غاية، يابن آدم: نهارك ضيفك، فأحسن إليه؛ فإنك إن أحسنت إليه ارتحل يحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل يذمك، وكذلك ليلك، إنما أنت أيها الإنسان عدد، فإذا مضى لك يوم فقد مضى بعضك، وقيل له: يا أبا سعيد من أشد الناس صراخًا يوم القيامة؟ فقال: رجل رزق نعمة، فاستعان بها على معصية الله، وكان يقول: لو قمت الليل حتى ينحني ظهرك، وصمت النهار حتى يسقم جسمك، لم ينفعك ذلك إلا بورع صادق.
وسمع رجلا يكثر الكلام، فقال: يابن أخي أمسك عليك لسانك فقد قيل: ما شيء أحق بسجن من لسان. وكان يقول: لو لم يكن من شؤم الشراب إلا أنه جاء إلى أحب خلق الله إلى الله فأفسده، لكان ينبغي للعاقل أن يتركه "يعني العقل" ويقول: ما أطال أحد الأمل إلا أساء العمل، وما أساء العمل إلا ذلَّ.
وقال: "يا عجبا لقوم قد أمروا بالزاد، وأوذنوا بالرحيل، وأقام أولهم على آخرهم، فليت شعري! ما الذي ينتظرون؟ وقال: اجعل الدنيا كالقنطرة: تجوز عليها، ولا تعمرها، وقال: ليس العجب ممن عطب كيف عطب، إنما العجب ممن نجا كيف نجا"، وقال: "من أخلاق المؤمن قوة في دين، وحرص على العلم، وقناعة في فقر، ورحمة للمجهود، وإعطاء في حق، وبر في استقامة، وفقه في يقين، وكسب في حلال".
"الحسن البصري لابن الجوزي في مواضع متفرقة، والبيان والتبيين [3]: 76-83، أمالي السيد المرتضى [1]: 110-11. وتهذيب الكامل [1]: 29. وزهر الآداب [1]: 178، [2]: 205".

[1] دثور القلوب: امحاء الذكر منها.
[2] كفوها واكبحوها.
[3] نفس طلعة: تكثر التطلع إلى الشيء، وفي رواية: "فإنها طامحة".
[4] وزعه كوضع: كفه، وفي رواية: "ممنعوها".
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 500
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست