نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 493
فقال النضر: والله يا أبا سعيد إنا على ما فينا لنحب ربنا، فقال الحسن:
"لقد قال ذلك قوم على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنزل الله تعالى عليه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} فجعل سبحانه اتباعه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علما للمحبة، وأكذب من خالف ذلك، فاتق الله أيها الرجل في نفسك، وايم الله لقد رأيت أقواما كانوا قبلك في مكانك، يعلون المنابر، وتهتز لهم المراكب ويجرون الذيول بطرا ورياء الناس، يبنون المدر[1]، ويؤثرون الأثر[2]، ويتنافسون في الثياب، أخرجوا من سلطانهم، وسلبوا ما جمعوا من دنياهم، وقدموا على ربهم، ونزلوا على أعمالهم، فالويل لهم يوم التغابن[3]، ويا ويحهم {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيه، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} .
"الحسن البصري لابن الجوزي ص50". [1] المدر: قطع الطين اليابسة؛ والمراد يبنون القصور. [2] استأثر على أصحابه: اختار لنفسه أشياء حسنة واستبد بها، والاسم: الأثرة بالتحريك، والأثرة بالضم والكسر، والجمع أثر كفرصة وفرص. [3] غبنه في البيع يغبنه، والتغابن: أن يغبن بعض القوم بعضًا، وسمي يوم القيامة يوم التغابن لأن أهل الجنة تغبن أهل النار بأخذ منازلهم في الجنة لو آمنوا.
469- مقام آخر له عند النضر:
ودخل عليه يوما آخر فقال:
"أيها الأمير أيدك الله، إن أخاك من نصحك في دينك، وبصرك عيوبك، وهداك إلى مراشدك، وإن عدوك من غرك ومنَّاك، أيها الأمير اتق الله؛ فإنك أصبحت مخالفا للقوم في الهدى والسيرة، والعلانية والسريرة، وأنت مع ذلك تتمنى الأماني، وترجح في طلب العذر، والناس أصلحك الله طالبان، فطالب دنيا، وطالب آخرة، وايم الله لقد أدرك طالب الآخرة واستراح، وتعب الآخر واخترم1،
1هلك.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 493