نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 487
460- خطبة أخرى:
وكان إذا قرأ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ [1]} قال:
عم ألهاكم؟ عن دار الخلود، وجنة لا تبيد[2]، هذا والله فضح القوم، وهتك الستر، وأبدى العوار[3]، تنفق مثل دينك في شهواتك سرفًا، وتمنع في حق الله درهمًا! ستعلم يا لكع[4]، الناس ثلاثة: مؤمن، وكافر، ومنافق؛ فأما المؤمن: فقد ألجمه الخوف وقومه ذكر العرض؛ وأما الكافر: فقد قمعه السيف، وشرده الخوف، فأذعن بالجزية، وسمح بالصربية؛ وأما المنافق: ففي الحجرات والطرقات، يسرون غير ما يعلنون، ويضمرون غير ما يظهرون، فاعتبروا إنكارهم ربهم، بأعمالهم الخبيثة، ويلك؟ قتلت وليه، ثم تتمنى عليه جنته؟ ".
"البيان والتبيين [3]-69" [1] التباهي بالكثرة. [2] لا تفنى. [3] العوار مثلث العين: العيب. [4] اللكع: اللئيم والأحمق.
أنيسًا، ذهب الناس وبقي النسناس[1]، لو تكاشفتم ما تدافنتم، تهاديتم الأطباق، ولم تتهادوا النصائح، قال ابن الخطاب: "رحم الله امرأ أهدى إلينا مساوينا" أعدوا الجواب، فإنكم مسئولون، المؤمن من لم يأخذ دينه عن رأيه، ولكنه أخذه من قبل ربه، إن هذا الحق قد جهد أهله، وحال بينهم وبين شهواتهم، وما يصبر عليه إلا من عرف فضله، ورجا عاقبته، فمن حمد الدنيا ذم الآخرة، وليس يكره لقاء الله إلا مقيم على سخطه.
يابن آدم: الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه ما وقر في القلوب، وصدقه العمل.
"البيان والتبيين 3: 68 وعيون الأخبار م2 ص344، وشرح ابن أبي الحديد م[1]: ص469". [1] في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "ذهب الناس وبقي النسناس" قيل: فما النسناس؟ قال: "الذين يتشبهون بالناس، وليسوا من الناس" ولهم في تفسير النسناس كلام كثير، منه: أنهم خلق على صورة الناس خالفوهم في أشياء، وليسوا منهم.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 487