نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 485
كلام الحسن البصرى
خطبه له
...
كلام الحسن البصري "المتوفى سنة 110هـ":
459- خطبة له:
قال الحسن البصري رحمه الله1:
"يابن آدم: بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعًا. يابن آدم: إذا رأيت الناس في الخير فنافسهم فيه، وإذا رأيتهم في الشر فلا تغبطهم عليه، الثواء[2] ههنا قليل، والبقاء هناك طويل، أمتكم آخر الأمم، وأنتم آخر أمتكم، وقد أُسرِعَ بخياركم، فماذا تنتظرون؟ المعاينة؟ فكأن قد، هيهات هيهات! ذهبت الدنيا بحاليها[3]، وبقيت الأعمال قلائد في أعناق بني آدم.
فيا لها موعظة لو وافقت من القلوب حياة! أما إنه والله لا أمة بعد أمتكم، ولا نبي بعد نبيكم، ولا كتاب بعد كتابكم، أنتم تسوقون الناس والساعة تسوقكم، وإنما ينتظر بأولكم أن يلحقه آخركم، من رأى محمدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد رآه غاديًا ورائحًا، لم يضع لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة، رفع له علم، فشمر إليه[4]، فالوحاء الوحاء5
1 هو أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، من سادات التابعين وأورع العباد والمتنسكين وإمام أهل العلم والرأي في عصره، وأستاذ واصل بن عطاء شيخ المعتزلة. [2] الإقامة. [3] أي بزمنها الحالي، من حليت المرأة كرضي فهي حال وحالية: لبست الحلي، والمعنى ذهبت بزخرفها الذي تزينت به للناس فأضلتهم وأغوتهم، وهي في نسخة: "يحال بمالها" وفي أخرى: بحال بالها" وهو تحريف. [4] وفي نسخة: "فمما إليه".
5 الوحاء ويمد: العجلة والإسراع.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 485