responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 409
إذا سمع الحجاج رز كتيبة ... أعد لها قبل النزول قراها1
أعد لها مسمومة فارسية ... بأيدي رجال يحلبون صراها2
فما ولد الأبكار والعون مثله ... ببحر ولا أرض يجفء ثراها3
قال: فلما قالت هذا البيت، قال الحجاج: قاتلها الله! والله ما أصاب صفتي شاعر مذ دخلت العراق غيرها، ثم التفت إلى عنبسة بن سعيد، فقال: والله إني لأعد للأمر عسى أن لا يكون أبدًا، ثم التفت إليها فقال: حسبك! قالت: إني قد قلت أكثر من هذا قال: حسبك ويحك! حسبك، ثم قال: يا غلام اذهب إلى فلان قل له: اقطع لسانها، فذهب بها، فقال له: يقول لك الأمير: اقطع لسانها، فأمر بإحضار الحجام، فالتفتت إليه، فقالت: ثكتك أمك! أما سمعت ما قال؟ إنما أمرك أن تقطع لساني بالصلة، فبعث إليه يستثبته، فاستشاط الحجاج غضبًا، وهم بقطع لسانه، وقال: ارددها؛ فلما دخلت عليه، قالت: كاد وأمانة الله يقطع مِقْوَلِي! ثم أنشأت تقول:
حجاج أنت الذي ما فوقه أحد ... إلا الخليفة والمستغفَرُ الصَّمَدُ4
حجاجُ أنت شهاب الحرب إن لقحت ... وأنت للناس نورٌ في الدجَى يَقِدُ5
ثم أقبل الحجاج على جلسائه، فقال: أتدرون من هذه؟ قالوا: لا والله أيها الأمير؛ إلا أنا لم نر قط أفصح لسانًا، ولا أحسن محاورة، ولا أملح وجهًا، ولا أرصن شعرًا منها، فقال: هذه ليلي الأخيلية، والتي مات توبةُ الخفاجي من حبها، ثم التفت إليها فقال: أنشدينا يا ليلى بعض ما قال فيك توبة، قالت: نعم أيها الأمير هو الذي يقول:
وهل تبكِيَنْ ليلى إذا متُّ قبلها ... وقام على قبري النساءُ النوائح؟

1 الرز: الصوت تسمعه من بعيد.
2 الصرى: بقية اللبن.
3 العون جمع عوان كسحاب، وهي التى كان لها زوج.
4 الصمد: الذى يصمد أي يقصد في قضاء الحوائج.
5 لقحت: أصله من لقحت الناقة أي قبلت اللقاح، والشهاب: شعلة من نار ساطعة، ويقد يتوقد.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست