responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 394
381- مخاصمة أبي الأسود الدؤلي وامرأته بين يدي زياد بن أبيه:
جرى بين أبي الأسود الدؤلي وبين امرأته كلام، في ابن كان لها منه، وأراد أخذه منها، فسار إلى زياد وهو والي البصرة.
فقالت المرأة: "أصلح الله الأمير، هذا ابني، كان بطني وعاءه، وحجري فناءه، وثديي سقاءه[1]، أكلؤه[2] إذا نام، وأحفظه إذا قام، فلم أزل بذلك سبعة أعوام، حتى إذا استوفى فصاله[3]، وكملت خصاله، واستوكعت[4] أوصاله، وأملت نفعه ورجوت دفعه، أراد أن يأخذه مني كرهًا[5]، فآدني[6] أيها الأميرن فقد رام قهري. وأراد قسري7".
فقال أبو الأسود: "أصلحك الله، هذا ابني حملته قبل أن تحمله، ووضعته قبل أن تضعه، وأنا أقوم عليه في أدبه، وأنظر في أوده، وأمنحه علمي، وألهمه حلمي، حتى يكمل عقله، ويستحكم فتله".
فقالت المرأة: "صدق أصلحك الله، حمله خِفًّا[8]، وحملته ثِقْلًا، ووضعَه شهوة، ووضعتُه كرهًا".
قال له زياد: اردد على المرأة ولدها، فهي أحق به منك، ودعني من سجعك أو قال: "إنها امرأة عاقلة يا أبا الأسود، فادفع ابنها إليها، فأخلقْ أن تحسنَ أدبَه".
"الأمالي [2]: 14، وأمالي السيد المرتضى [1]: 214"

[1] السقاء: جلد السخلة يكون الماء واللبن.
[2] أرعاه.
[3] فطامه.
[4] اشتدت ومتنت.
[5] الإباء والمشقة بالفتح ولاضم، أو بالفتح: ما أكرهك غيرُك عليه، وبالضم ما أكرهتَ نفسك عليه.
[6] آداه على فلان: أعداء وأعانه.
7 الإكراه.
[8] الخف: الخفيف.
وقمته[1]، وأسألك بالله إلا أتى حلمك وعفوك دون إفساد صنائعك"، فقال معاوية: "إذا اللهُ سَنَّى عقدَ أمرٍ تَيَسَّرَا" خَلُّوا سبيله.
"الأمالي 2: 259، وزهر الآداب 2: 194"

[1] وقمه: قهره وأذله. وفي زهر الآداب: "كبته".
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست