نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 387
ومرعى ولا كالسعدان[1]، وفتى ولا كمالك[2]، سبحان الله أو دونه، فأنشأ معاوية يقول:
إذا لم أعد بالحلم مني عليكم ... فمن ذا الذي بعدي يؤمل للحلم
خذيها هنيئًا، واذكري فعل ماجد ... جزاك على حرب العداوة بالسلم
ثم قال: أما والله لو كان عليٌّ حيًّا ما أعطاك منها شيئًا، قالت: لا والله ولا وبرة واحدة من مال المسلمين.
"العقد الفريد [1]: 132 وصبح الأعشى [1]: 259 وبلاغات النساء ص67". [1] السعدان: نبت ذو شوك، وهو من أفضل مراعي الإبل، ولا تحسن على نبت حسنها عليه، وأول من قال ذلك الخنساء بنت عمرو بن الشريد، وذلك أنها أقبلت من الموسم؛ فوجدت الناس مجتمعين على هند بنت عتبة بن ربيعة؛ ففرجت عنها وهي تنشدهم مراثي في أهل بيتها؛ فلما دنت منها قالت: على من تبكين؟ قالت: أبكي سادة مضوا؛ قالت: فأنشديني بعض ما قلت؛ فأنشدتها، فقالت الخنساء: مرعى ولا كالسعدان ثم أنشدتها ما رثت به أخاها صخرًا، وقيل: إن المثل لامرأة من طيء كان تزوجها امرؤ القيس بن حجر الكندي وكان مفركًا "بفتح الراء تبغضه النساء" فقال لها: أين أنا من زوجك الأول؟ فقالت: مرعى ولا كالسعدان. [2] قاله متمم بن نويرة في أخيه مالك لما قتل في الردة. والأمثال الثلاثة تضرب للشيء يفضل على أقرانه.
373- شداد بن أوس ومعاوية:
وأمر معاوية شداد بن أوس الطائي أن يتنقّص عليًّا، فقام فقال:
"الحمد لله الذي افترض طاعته على عباده، وجعل رضاه عند أهل التقوى آثر من رضا خلقِه، على ذلك مضى أولهم، وعليه يمضي آخرهم، أيها الناس: إن الآخرة وعد صادق، يحكم فيها ملك قادر، وإن الدنيا عرض حاضر، يأكل منها البر والفاجر، وإن السامع المطيع لله لا حجة عليه، وإن السامع العاصي لله لا حجة له.
وإن الله إذا أراد بالعباد صلاحًا عَمِلَ عليهم صلحاؤهم، وقضى بينهم فقهاؤهم، وملك المال سمحاؤهم، وإذا أراد بهم شرًّا، عَمِلَ عليهم سفهاؤهم، وقضى فيهم جهلاؤهم،
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 387