responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 384
371- أم البراء بنت صفوان ومعاوية:
استأذنت أم البراء بنت صفوان على معاوية فأذن لها؛ فدخلت عليه وعليها ثلاثة دروع1 "برود" تسحبها ذراعًا، قد لاثت[2] على رأسها كورًا كالمنسف، فسلمت وجلست، فقال لها معاوية: كيف أنت يا بنة صفوان؟ قالت: بخير يا أمير المؤمنين، قال: كيف حالك؟ قالت ضَعُفْتُ بعد جلد، وكسِلت بعد نشاط، قال: شتان بينك اليوم وحين تقولين:
يا زيد دونك صارمًا ذا رونق ... عضب المهزة ليس بالخوار3
أسرج جوادك مسرعًا ومشمرًا ... للحرب غير معرد لفرار4
أجِب الإمامَ وذبَّ تحت لوائه ... والقَ العدو بصارمٍ بتار
يا ليتني أصبحت لست قعيدة ... فأذب عنه عساكرَ الفجارِ
قالت: قد كان ذلك، ومثلك من عفا، والله تعالى يقول: {عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ} قال: هيهات، أما والله لو عاد لعدتِ؛ ولكنه

1 درع المرأة: قميصها "مذكر" ودرع الحديد مؤنث وقد يذكر.
[2] اللوث: عصب العمامة، والكور: لوث العمامة وإدارتها، والمنسف: ما ينفض به الحب، شيء طويل منصوب الصدر أعلاه مرتفع.
3 العضب: السيف القاطع، والخوار من خار: إذا ضعف وكل.
4 عرد تعريدًا، وعرد كسمع: هرب.
الله لنا فشُغِلَ بحربِك عن وضع الأمور مواضعَها، وما سألتك شيئًا فتمن به؛ إنما سألتك من حقنا، ولا نرى أخذ شيء غير حقنا، أتذكر عليًّا؟ فض الله فاك[1]، وأجهد بلاءك، ثم علا بكاؤها وجعلت تندب عليًّا؛ فأمر لها بستة آلاف دينار، وقال لها: يا عمة: أنفقي هذه فيما تحبين، فإذا احتجت فاكتبي إلى ابن أخيك يحسن صفدك[2] ومعونتك، إن شاء الله.
"العقد الفريد [1]: 134، بلاغات النساء ص32"

[1] تدعو عليه: أي نثر الله أسنانك.
[2] الصفد: العطاء.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست