نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 382
من طَرْفك قالت: ومن أنت، لا أمَّ لك؟ قال: عمرو بن العاص، قالت: يابن اللخناء[1] النابغة تتكلم، وأمك كانت أَشْهَرَ امرأة تغنِّي بمكة، وآخَذَهُنّ لأجرة! ارْبَع على ظَلْعِك، واعنَ بشأنِ نفسك؛ فوالله ما أنت من قريش في اللباب من حسبها، ولا كريم منصبها، ولقد ادعاك خمسة[2] نفر من قريش، كلهم يزعم أنه أبوك؛ فسئلت أمك عنهم، فقالت: كلهم أتاني، فانظروا أشبههم به، فألحقوه به، فغلب عليك شبه العاص بن وائل، فلحقت به، ولقد رأيت أمك أيام مِنًى بمكة مع كل عبدٍ عاهر[3]، فَأْتَمَّ بهم فإنكَ بهم أشبَهُ.
فقال مروان: كفى أيتها العجوزُ، وأقصرِي لما جئت له، ساخ بصرُك مع ذهاب عقلِك، فلا تجوز شهادتُك، فقالت: وأنت أيضًا يابن الزرقاء تتكلم؟ فوالله لأنت إلى سفيانِ بن الحارث بن كلدة أشبه منك بالحكم، وإنك لَشَبْهُه في زرقة عينيك، وحمرة شعرِك، مع قصرِ قامته، وظاهرِ دمامته[4]، ولقد رأيتُ الحكمَ مادّ[5] القامة، ظاهر الإمّة[6]، سبط[7] الشعر، وما بينكما قرابة إلا كقرابة الفرسِ الضامر من الأتان المُقْرِب[8]؛ فاسأل أمك تخبرك بشأن أبيك إن صدقتْ، ثم التفتتْ إلى معاوية، فقالت: والله ما جَرَّأَ علي هؤلاء غيرُك، وإن أمَّكَ لَلْقائلُة يومَ أحدٍ في قتل حمزةَ رحمة الله عليه:
نحن جزيناكم بيوم بدر ... والحربُ بعد الحرب ذاتُ سُعر9
ما كان عن عتبَةَ لي من صَبْر ... أبي وعمي وأخي وصهري10 [1] رجل ألخنُ وأمة لخناءُ: لم يختنا، ولخن السقاءُ، وغيرُه كفرح: أنتن، والجوزة فسدتْ، ومن شتم العرب "يابن اللخناء" كأنهم يقولون يا دنيء الأصل أو يا لئيم الأمِّ، والنابغةُ أمُّ عمرو، وقد تقدمت- انظر ص25. [2] وفي بلاغات النساء "ستة". [3] فاجر. [4] الدمامة: القبح. [5] ممتدها. [6] الإمة بالكسر ويضم: الشأن والنعمة والهيئة. [7] طويله. [8] الأتان: الحمارة، والمقرب التي قرب ولادها فيكون بطنها كبيرًا.
9 السعر بالفتح مصدر سعر الحرب: أي أوقدها، وبالضم: الجنون.
10 قتلوا أربعتهم يوم بدر: أبوها عتبة بن ربيعة بن عبد شمس -قيل اشترك في قتله علي، وحمزة، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب- وعمها شيبة بن ربيعة -قتله حمزة- وأخوها الوليد بن عتبة -قتله علي- وابن زوجها حنظلة بن أبي سفيان -وليست هند أمه، قيل اشترك في قتله حمزة، وعلي، وزيد بن حارثة-.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 382