نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 372
364- وفود عبد العزيز بن زرارة على معاوية:
وفد عبد العزيز[1] بن زرارة على معاوية، وهو سيد أهل الكوفة؛ فلما أذن له وقف بين يديه، وقال:
"يا أمير المؤمنين: لم أزل أَهُزُّ ذوائب[2] الرحال إليك، إذا لم أجِد معولًا إلا عليك، أمتطي الليل بعد النهار، وأسم المجاهلَ بالآثار، يقودني إليك أمل، وتسوقني بلوى، والمجتهد يعذر، وإذا بلغتُك فَقَطْنِي4"، فقال معاوية: احْطُطْ عن راحلتك رَحْلَها.
وروى الجاحظ هذا القول بصورة أخرى، فقال:
"ولما وصل عبد العزيز بن زرارة إلى معاوية قال: "يا أمير المؤمنين، لم أزل أتسدل بالمعروف عليك، وأمتطي النهار إليك؛ فإذا ألوى[5] بي الليل، فقبض البصر، وعفَّى الأثر، أقام بدني، وسافر أملي، والنفس تلوم، والاجتهاد يعذر، وإذ بلغتك فَقَطْنِي".
وخرج عبد العزيز بن زرارة مع يزيد بن معاوية إلى الصائفة[6]، فهلك هناك، فكتب يزيد إلى أبيه معاوية بذلك، فقالت معاوية لزرارة: أتاني اليوم نعي سيد شباب العرب، قال زرارة: يا أمير المؤمنين هو ابني أو ابنك؟ قال: بل ابنك، قال: للموت ما تلد الوالدة.
"العقد الفريد [1]: 118، وصبح الأعشى [1]: 257، والبيان والتبيين [2]: 37، والأمالي [1]: 201" [1] في صبح الأعشى "عبد العزى" وفي الأمالي: "قال رجل لعبد الملك بن مروان.. إلخ". [2] جمع ذؤابة: وهي الجلدة المعلقة على آخرة الرحل، وفي صبح الأعشى "ذوائب الرجاء".
3 وسمه بسمة: علمه بعلامة.
4 فحسبي. [5] المراد جنَّ عليَّ، وأحدقتْ بي ظلمتُه، يقال: ألوى به: ذهب به، وألوت به العنقاء: طارت به، وألوى بما في الإناء: استأثر به. [6] الصائفة: غزوة الروم؛ لأنهم كانوا يغزون صيفًا لمكان البرد والثلج.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 372