نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 354
344- خطبة ثالثة له:
وقال مقاتل: سمعت يزيد بن المهلب يخطب بواسط، فقال:
"يا أهل العراق، يا أهل السبق والسباق، ومكارم الأخلاق، وإن أهل الشام في أفواههم لقمة دسمة، قد رتبت[1] لها الأشداق، وقاموا لا على ساق، وهم غير تاركيها لكم بالمراء والجدال، فالبسوا لهم جلود النمور2".
"البيان والتبيين [1]: 218" [1] رتبت: أي ثبتت ولم تتحرك "وذلك لامتلاء الأفواه".
2 أي تنكروا لهم، واستعدوا لمناضلتهم.
345- خطبة الحسن البصري يثبط الناس عن يزيد بن المهلب:
وكان مروان بن المهلب وهو بالبصرة، يحث الناس على حرب أهل الشام، ويسرحهم إلى يزيد، وكان الحسن البصري يثبط الناس عنه، وكان يقول في تلك الأيام:
"أيها الناس: الزموا رحالكم، وكفوا أيديكم، واتقوا الله مولاكم، ولا يقتل بعضكم بعضًا على دنيا زائلة، وطمع فيها يسير، ليس لأهلها بباق، وليس الله عنهم فيما اكتسبوا براض، إنه لم يكن فتنة إلا كان أكثر أهلها الخطباء والشعراء والسفهاء، وأهل التيه والخيلاء، وليس يسلم منها إلى المجهول الخفي، والمعروف التقي؛ فمن كان منكم خفيًّا فليلزم الحقَّ، وليحبس نفسه عما يتنازع الناس فيه من الدنيا، فكفاه والله بمعرفة الله إياه بالخير شرفًا، وكفى له به من الدنيا خلفًا؛ ومن كان منكم معروفًا شريفًا، فترك ما يتنافس فيه نظراؤه من الدنيا -إرادة الله بذلك- فواهًا لهذا، ما أسعدَه وأرشدَه، وأعظمَ أجرَه، وأهدَى سبيلَه! فهذا غدًّا -يعني يوم القيامة- القرير عينًا، الكريم عند الله مآبًا".
"تاريخ الطبري 8: 153"
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 354