responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 334
324- خطبة روح بن زنباع الجذامي بالمدينة: 1
لما نَمَى هلاك يزيد بن معاوية إلى الحصين بن نمير، وهو على حرب ابن الزبير

1 هو روح بن زنباع سيد جذام -إحدى قبائل اليمن- وقد خلفه مسلم بن عقبة المري، على المدينة بعد فراغه من قتال أهلها -في وقعة الحرة- وشخوصه إلى مكة لقتال ابن الزبير -وقد نزل الموت بمسلم في الطريق، وولي أمر الجيش الحصين بن نمير- ولما كانت الفتنة بعد موت معاوية الثاني، دعا حسان بن مالك بن بحدل الكلبي -وكان على فلسطين والأردن- روح بن زنباع فاستخلفه على فلسطين، ونزل هو الأردن فوثب نائل بن قيس الجذامي على روح، فأخرجه من فلسطين، وبايع لابن الزبير.
"الطبري ج7: ص13، 34، والأغاني 17: 111"، وكان لروح اليد الطولى في ظفر مروان بن الحكم بالخلافة، قال صاحب العقد "ج2: ص259" لما مات معاوية بن يزيد بايع أهل الشام كلهم ابن الزبير إلا أهل الأردن، وبايع أهل مصر أيضًا ابن الزبير، واستخلف ابن الزبير الضحاك بن قيس الفهري على أهل الشام؛ فلما رأى ذلك رجال بني أمية وناس من أشراف الشام ووجوهم منهم روح بن زنباع وغيره، قال بعضهم لبعض: إن الملك كان فينا أهل الشام، فانتقل عنا إلى الحجاز لا نرضى بذلك، هل لكم أن تأخذوا رجلًا منا فينظر في هذا الأمر؟ فقال: استخيروا الله، فأتوا عمرو بن سعيد بن العاص، فقالوا له: ارفع رأسك لهذا الأمر، فرأوه حدثًا، فجاءوا إلى خالد بن يزيد بن معاوية، فقالوا له: ارفع أسك لهذا الأمر، فرأوه حدثًا حريصًا على هذا الأمر؛ فلما خرجوا من عنده قالوا: هذا حديث فأتوا مروان بن الحكم، فقالوا: يا أبا عبد الملك ارفع رأسك لهذا الأمر، فقال: استخيروا الله، واسألوه أن يختار لأمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيرها وأعدلا، فقال له روح بن زنباع: إن معي أربعمائة من جذام، فأنا آمرهم أن يتقدموا في المسجد غدًا، ومُرْ أنت ابنك عبد العزيز أن يخطب الناس ويدعوهم إليك؛ فإذا فعل ذلك تنادوا من جانب المسجد: صدقت صدقت! فينظر الناس أن أمرهم واحد، فلما اجتمع الناس قام عبد العزيز فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
"ما أحد أولى بهذا الأمر من مروان، كبير قريش وسيدها، والذي نفسي بيده لقد شاب شعر ذراعيه من الكبر"؛ فقال الجذاميون: صدقت صدقت! قال خالد بن يزيد: أمر دُبِّرَ بليل! فبايعوا مروان بن الحكم أهـ. ومن أجل ذلك كان روح أثيرًا عند عبد الملك بن مروان "كما يقول المبرد في الكامل 2: 122"، ويقول ابن نباتة في سرح العيون ص113: "وكان روح بمنزلة نائب عبد الملك" ويقول صاحب العقد: "وكان روح بن زنباع وزير عبد الملك" -2: 70، 3: 6- قال ابن طباطبا في الفخرى ص136: "والوزارة لم تتمهد قواعدها إلا في دولة بني العباس فأما قبل ذلك؛ فلم تكن مقننة القواعد؛ بل كان لكل واحد من الملوك أتباع وحاشية فإذا حدث أمر استشار ذوي الحجى والآراء الصائبة، فكل منهم يجري مجرى وزير؛ فلما ملك بنو العباس تقررت قوانين الوزارة، وسمي الوزير وزيرًا، وكان قبل ذلك يسمى كاتبًا أو مشيرًا، وأول وزير وُزِّرَ لأول خليفة عباسي حفص بن سليمان أبو سلمة الخلال وزير السفاح".
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست