نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 294
حيث رمتم المكر، وسعيتم بالغدر، واستجمعتم للكفر، وظننتم أن الله يخذل دينه وخلافته، وأنا أرميكم بطرفي، وأنتم تتسللون لواذًا[1]، وتنهزمون سراعًا؟ ثم يوم الزاوية، وما يوم الزاوية! بها كان فشلكم وتنازعكم وتخاذلكم، وبراءة الله منكم، ونكوص وليكم عنكم؛ إذ وليتم كالإبل الشوارد إلى أوطانها، النوازع إلى أعطانها[2]، لا يسأل المرء عن أخيه، ولا يلوي[3] الشيخ على بنيه، حتى عضكم[4] السلاح، وقصمتكم الرماح، ثم يوم دير الجماجم، وما يوم دير الجماجم! بها كانت المعارك والملاحم[5]، بضرب يزيل الهام[6]، عن مقيله[7]، ويذهل الخليل عن خليله، يا أهل العراق، والكفرات بعد الفجرات، والغدرات بعد الخترات[8]، والنزوات[9] بعد النزوات، إن بعثتكم إلى ثغوركم غللتم[10] وخنتم، وإن أمنتم أرجفتم، وإن خفتم نافقتم، لا تذكرون حسنة، ولا تشكرون نعمة، هل استخفكم ناكث، أو استغواكم غاو، أو استنصركم ظالم، أو استعضدكم[11] خالع، إلا تبعتموه وآويتموه، ونصرتموه وزكيتموه؟ يا أهل العراق، هل شغب شاغب، أو نعب ناعب، أو زفر زافر إلا كنتم أتباعه وأنصاره؟ يا أهل العراق: ألم تنهكم المواعظ، ألم تزجركم الوقائع؟ ".
ثم التفت إلى أهل الشام وهم حول المنبر، فقال: "يا أهل الشام؛ إنما أنا لكم كالظليم[12] الرامح عن فراخه، ينفي عنها المدر[13]، ويباعد عنها الحجر، ويكنها [1] أي يلوذ بعضهم ببعض: لاوذ لواذًا وملاوذة. [2] أعطان جمع عطن كسبب: مبرك الإبل حول الحوض كالمعطن، ونوازع: أي مشتاقة. [3] لا يلوي على أحد؛ أي لا يقف ولا ينتظر. [4] في نهاية الأرب "عظكم" بالظاء: عظته الحرب كعضته بالضاد. [5] جمع ملحمة وهي الوقعة العظيمة القتل. [6] جمع هامة، وهي الرأس. [7] موضعه، أي الأعناق، قال الشاعر:
بضرب بالسيوف رءوس قوم ... أزلنا هامهن عن المقيل [8] جمع خترة، والختر كشمس: الغدر والخديعة أو أقبح الغدر. [9] جمع نزوة، من نزا نزوانا: أي وثب. [10] غل كنصر غلولًا: خان. [11] استعضده: سأله أن يعضده. [12] ذكر النعام، والرامح، أي المدافع، من رمحه: أي طعنه بالرمح. [13] قطع الطين اليابس.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 294