نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 284
272- مقال يزيد بن معاوية:
فقال يزيد: "يا أمير المؤمنين إن للشاهد غيرَ حكم الغائب، وقد حضرك زيادٌ، وله مواطنُ معدودة بخير، لا يفسدها التظني[1]، ولا تغيرها التهم، وأهلوه أهلوك التحقوا بك، وتوسطوا شأنك؛ فسافرت به الركبان، وسمعت به أهل البلدان، حتى اعتقده الجاهل، وشك فيه العالم، فلا تتحجر[2] يا أمير المؤمنين ما قد اتسع، وكثرت فيه الشهادات، وأعانك عليه قوم آخرون".
فانحرف معاوية إلى من معه، فقال: هذا وقذ[3] نفسه ببيعته، وطعن في إمرته، يعلم ذلك كما أعلمه، يا للرجال من آل أبي سفيان! لقد حكموا وبذهم[4] يزيد وحده، [1] التظني: إعمال الظن، وأصله التظنن. [2] أي فلا تضيق. تحجر عليه: ضيق، وتحجر ما وسعه الله: حرمه وضيقه، وفي الحديث: "لقد تحجرت واسعًا" أي ضيقت ما وسعه الله، وفي الأصل: فلا يتحجر" وهو تصحيف. [3] في الأصل "وفد" ولعله وقذ، يقال وقذه: أي غلبه وسكنه. [4] فاقهم.
فما برحت هنات[1] أبيك تحطب في حبل القطيعة؛ حتى انتكث[2] المُبرَم، وانحل عقد الوداد، فيا لها توبةً تُؤتَنَف[3] من حوبة أورثت ندمًا، أسمع بها الهاتف، وشاعت للشامت؛ فليهنأ[4] الواشم ما به احتقر، وأراك تحمد من أبيك جِدًّا وجسورًا[5] هما أوفيا به على شرف التقحم[6]، وغبط النعمة، فدعهما فقد أذكرتنا منه ما زهدنا فيك من بعده، وبها مشيت الضراء، واشتففت النضار، فاذهب، إليكَ، فأنت نجلُ الدَّغَل[7]، ونثر النَّغَل[8]، والأجر شرٌّ". [1] أعماله وسيئاته جمع هنة. [2] انحل وانتفض. [3] تؤتنف: تستأنف، والحوبة: الإثم والذنب. [4] من هنأه الطعام: أي ساغ ولذ، والواشم فاعل من الوشم، وشم يَدَه: إذا غرزها بإبرة ثم ذر عليها النيلج، والمراد به هنا المعادي -والوشيمة: العداوة- أي فهنيئا لأعدائه الذين حقروه ونالوا من عرضه؛ فهو أهل لما قيل فيه: "يرد معاوية بذلك على قول عبيد الله قبل "ولا تندلق عليه ألسنٌ كلمته حيًّا، ونبشته ميتًا". [5] الجسور: الجسارة. [6] تقحمت به دابته: ندت به وربما طوحت به في وهدة أو وقصت به، والقحمة كغرقة: الورطة والمهلكة، والمراد التعرض للهلاك. [7] الدخل والفساد. [8] نغل الأديم نغلًا: فسد في الدباغ، والجرح فسد.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 284