responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 282
للعداوة، وقد قلص الآزرة[1]، وشمر عن عطافه[2] ليقول: مضى زياد بما استلحق به، ودل على الأناة[3] من مستلحقه؛ فليت أمير المؤمنين سلم في دعته[4]، وأسلم[5] زيادًا في ضيعته؛ فكان ترب[6] عامته، وأحد رعيته، فلا تشخص[7] إليه عين ناظرة، ولا إصبع مشير، ولا تندلق[8] عليه ألسنٌ كلمته حيًّا، ونَبَشَته ميتًا؛ فإن تكن يا أمير المؤمنين حابيت زيادًا بأول رفات، ودعوة أموات، فقد حاباك زياد بحد هصور، وعزم جسور، حتى لانت شكائم الشرِس، وذلت صعبة الأشوس[9]، وبذل لك يا أمير المؤمنين يمينه ويساره، تأخذ بهما المنيع، وتقهر بهما البديع، حتى مضى والله يغفر له، فإن يكن أخذ بحق أنزله منازل الأقربين، فإن لنا بعده ما كان له، بدالة الرحم، وقرابة الحميم؛ فما لنا يا أمير المؤمنين نمشي الضراء[10]، ونشتف النضار11؟
ولك من خيرنا أكمله، وعليك من حوبنا[12] أثقله، وقد شهد القوم، وما ساءني قربهم ليقروا حقًّا، ويردوا باطلًا؛ فإن للحق منارًا واضحًا. وسبيلًا قصدًا[13]. فقل يا أمير المؤمنين بأي أمريك شئت، فما نأرِزُ[14] على غير جُحْرِنا، ولا نستكثر بغير حقنا، وأستغفر الله لي ولكم".

[1] الآزرة والأزر بضمتين: جمع إزار، وهو الملحفة.
[2] العطاف: الرداء، وجمعه عطف بضمتين، وأعطفة، وكذا المعطف بالكسر، وهو مثل إزار، ومئزر، ولحاف، وملحف.
[3] في الأصل "الأنية" وأراه محرفا عن "الأناة" وهي الحلم.
[4] الدعة: الخفض.
[5] أسلمه: خذله، أي فليته ترك زيادًا ضائع النسب مغمورًا ولم يستلحقه.
[6] الترب: من ولد معك: أي فكان تربًا لأحد عامة الناس، ولم يكن تربًا لك فلا يقدر له قدر.
[7] أي فلا ترتفع.
[8] اندلق السيل: اندفع، والسيف انسل بلا سل أو شق جفنه فخرج منه، وكلمته: جرحته وآذته.
[9] وصف من الشوس بالتحريك، وهو النظر بمؤخر العين تكبرًا، أو تغيظًا.
[10] الضراء: الشجر الملتف في الوادي، يقال توارى الصيد منه في ضراء، وفلان يمشي الضراء: إذا مشي مستخفيًا فيما يواري من الشجر.
11 اشتف ما في الإناء: شربه كله، والنضار: الذهب أو الفضة، والمراد: نمنع منه، ولا نمكن من أخذه، أي يحال بيننا وبين الولاية.
[12] الحوب بضم الحاء وفتحها: الإثم، أي وعليك من آثامنا التي ارتكبناها في سبيل تأييد سلطانك أثقلها. وفي بعض النسخ: "من جوابنا" أي من جوابنا حين يسألنا المولى عما أتينا من أخذ الناس بالعسف والإرهاق لتمكين ملكك.
[13] القصد: استقامة الطريق.
[14] من أرزت الحية: أي لاذت بجحرها ورجعت إليه.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست