نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 231
216- خطبته حين غلب على دمشق:
ولما غلب على دمشق، صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:
"أيها الناس: إنه لم يقم أحد من قريش قبلي على هذا المنبر، إلا زعم أن له جنة ونارًا، يدخل الجنة من أطاعه، والنار من عصاه، وإني أخبركم أن الجنة والنار بيد الله؛ وأنه ليس إلي من ذلك شيء، غير أن لكم علي حسن المؤاساة والعطية".
"تاريخ الطبري 7: 176".
الملاكة[1]، وإني لكالشجا[2] في الحلق، ولقد علمت أني ساكن الليل، داهية النهار، لا أتبع الأفياء، ولا أنتمي إلى غير أبي، ولا يجهل حسبي، حام لحقائق الذمار[3]، غير هيوب عند الوعيد، ولا خائف رعديد[4]، فلم تعير بالبخل وقد جبلت عليه، فلعمري لقد أورثتك الضرورة لؤمًا، والبخل فحشًا، فقطعت رحمك، وجرت في قضيتك، وأضعت حق من وليت أمره، فلست ترجى للعظائم، ولا تعرف بالمكارم، ولا تستعف عن المحارم، لم تقدر على التوقير، ولم يحكم منك التدبير، فأفحم الوليد؛ فقال معاوية -وساءه ذلك: كفا لا أبا لكما، لا يرتفع بكما القول إلى ما لا نريد، ثم أنشأ عمرو يقول:
وليد إذا ما كنت في القوم جالسًا ... فكن ساكنا منك الوقار على بال
ولا يبدرن الدهر من فيك منطق ... بلا نظر قد كان منك وإغفال5
"الأمالي [2]: 40". [1] اللوك: أهون المضغ أو مضغ صلب. [2] ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه. [3] ما تجب حمايته. [4] جبان.
5 يبدر: يفرط ويسبق.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 231