responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 226
البغي عنكم" وصرفهم، ثم أمهلهم حتى ظن أن قد ذهلوا عما كان، وراهق[1] عمرو البلوغ، واستدعاهم دون عمرو، فلما حضروا قال: "يا بني، ألم تروا إلى أخيكم عمرو؟ فإنه لا يزال يلحف[2] في مسألتي مالي، فأحش عيله[3] لصغره، وَأُحَسِّبُهُ[4] بالشيء دون الشيء من مالي إلى أن استثبت أن أمه باغيته[5] على ذلك، فزجرتها فلم تكفف، وهذا مخرجه الآن من عندي، جاء يسألني الصمصامة[6]، كأن لا ولد لي غيره، وقد عزمت على أن أقسم مالي فيكم دونه، لتعلم أمه من يكيد"، فقالوا كلهم: يا أبانا هذا عملك بإيثارك له علينا، واختصاصك إياه دوننا، فقال: "يا بني، والله ما آثرته دونكم بشيء من مالي قط، ولا كان ما قلته لكم إلا اختلافا تساهلت فيه لما أملته من صلاح أمركم"، ثم قال لهم: ادخلوا المخدع[7]، فدخلوا المخدع، ثم أرسل إلى عمرو فأحضره، فلما حضر قال:

[1] راهق الغلام: قارب الحلم "بضمتين".
[2] يلح.
[3] العيل والعيلة: الافتقار والفاقة، وأحش: أي أقطع وأمحو، من حش الحشيش "كرد": قطعه، وحش فلانا: أصلح من حاله، "وفي الأصل فأحسن بالنون أي اجعل فقره حسنًا وأزبل قبحه بعطائي إياه والأول أحسن".
[4] حَسَّبَهُ "بالتشديد" وأحسبه: أطعمه وسقاه حتى شبع وروي.
[5] بغاه الشيء: أعانه على طلبه "ولا مانع أن يكون الأصل "أن أمه باعثته على ذلك".
[6] الصمصامة: سيف عمرو بن معد يكرب الزبيدي، وكان قد صار إلى سعيد بن العاص، وذلك أن خالد بن الوليد لما غزا بني زبيد حين ارتدوا، وكان خالد بن سعيد بن العاص "عم سعيد المذكور" من جملة أمرائه، أوقع بهم وأسر ريحانة أخت عمرو بن معد يكرب، ففداها خالد وأثابه عمرو الصمصامة، ولم يزل ذلك السيف عند آل سعيد بن العاص حتى اشتراه منهم الخليفة المهدي العباسي بخمسين ألف درهم، ووهبه المهدي لابنه الهادي فدعا به بعد ما ولي الخلافة، فوضعه بين يديه، وأذن للشعراء، فلما دخلوا أمرهم أن يقولوا في السيف شعرًا، فبذهم ابن يامين البصري، فأعطاه الهادي السيف والجائزة، ففرقها على الشعراء، وقال: دخلتم معي، وحرمتم من أجلي، وفي السيف عوض، ثم بعث إليه الهادي، واشترى منه السيف بخمسين ألفا، ثم وصل إلى المتوكل، فدفعه إلى غلامه باغزا التركي، فقتله به، ومن عند باغزا انقطع خبره. "اقرأ خبر الصمصامة في سرح العيون، ص312، والأغاني 14: 26، وأنباء نجباء الأبناء ص103 ومروج الذهب 2: 262".
[7] المخدع بضم الميم وكسرها: الخرافة -بيت صغير يحرز فيه الشيء.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست