responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 212
وفانيًا بباقٍ، ألا ترون أنكم في أسلاب[1] الهالكين، وسيخلفها من بعدكم الباقون، كذلك حتى تُردوا إلى خير الوارثين، ثم أنتم في كل يوم تشيعون غاديًا ورائحًا إلى الله، قد قضى نحبه[2] وبلغ أجله، ثم تغيبونه في صدع[3] من الأرض، ثم تدعونه غير مُوسَدٍ ولا مُمهَدٍ، قد خلع الأسبابَ، وفارقَ الأحبابَ، وواجه الحسابَ، مرتَهَنًا بعمله، غنيًّا عما ترك، فقيرًا إلى ما قَدَّمَ، وايم الله إني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد منكم من الذنوب أكثر مما عندي، فأستغفر الله لي ولكم، وما تبلغنا عن أحد منكم حاجة يتسع لها ما عندنا إلا سددناها، ولا أحد منكم إلا وددت أن يده مع يدي، ولحمتي[4] الذين يَلُونني، حتى يستوي عيشنا وعيشكم، وايم الله إني لو أردتُ غير هذا من عيش أو غضارة[5] لكان اللسان مني ناطقا ذلولا، عالما بأسبابه، لكنه مضى من الله كتاب ناطق وسنة عادلة، دلَّ فيها على طاعته، ونهى فيها عن معصيته"، ثم بكى، فتلقى دموع عينيه بطرف ردائه، ثم نزل، فلم يُرَ على تلك الأعواد حتى قبضه الله.
"البيان والتبيين [2]: 60، والعقد الفريد [2]: 144، وتاريخ الطبري 8: 140، وشرح ابن أبي الحديد م[1]: ص470؛ والأغاني 8: 152، وعيون الأخبار م[2]: ص246، وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص222، ولابن عبد الحكم ص41 و136".

[1] جمع سلب بالتحريك: وهو ما يسلب.
[2] النحب: الأجل، والحاجة، والنذر.
[3] شق.
[4] اللحمة: القرابة.
[5] الغضارة: النعمة، والسعة، والخصب.
خطبة عاشرا أخرى
...
198- خطبة أخرى
وروى أن آخر خطبة خطبها رحمه الله: حمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:
"أيها الناس. الحقو ببلادكم، فإني أنساكم عندي، وأذكركم ببلادكم، ألا وإني قد استعملت عليكم رجالا، لا أقول هم خياركم، ولكنهم خيرٌ ممن هم شرٌّ منهم، ألا فمن ظلمه عامله بمظلمة فلا إذن له علي[1]، ألا وإني منعت نفسي وأهل بيتي هذا

[1] أي يدخل علي بلا إذن، لا يحول بيني وبينه حاجب.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست