نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 164
141- عبد الله بن الزبير ومعاوية أيضًا:
دخل عبد الله بن الزبير على معاوية فقال:
"يا أمير المؤمنين، لا تدعن مروان يرمي جماهير قريش بمشاقصه[1]، ويضرب صفاتهم بمعوله، أما والله لولا مكانك، لكان أخف على رقابنا من فراشة، وأقل [1] المشاقص: جمع مشقص كمنبر، وهو النصل الطويل، أو سهم فيه ذلك يرمى به الوحش.
وأما قولك أنا عبد الله وهو معاوية، فقد علمت قريش أيُّنا أجود في الإزم[1]، وأحزم في القدم، وأمنع للحرم، لا والله ما أراك منتهيا حتى تروم من بني عبد مناف ما رام أبوك، فقد طالعهم الذحول[2]، وقدم إليهم الخيول، وخدعتم أم المؤمنين، ولم تراقبوا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذ مددتم على نسائكم السجوف[3]، وأبرزتم زوجته للحتوف، ومقارعة السيوف، فلما التقى الجمعان نكص أبوك هاربًا، فلم ينجه ذلك أن طحنه أبو الحسين بكلكله طحن الحصيد[4]، بأيدي العبيد، وأما أنت فأفلتَّ بعد أن خمشتك[5] براثينه، ونالتك مخاليبه، وايم الله ليقوِّمَنَّكَ بنو عبد مناف بثقافها[6] أو لتصبحنّ منها صباح أبيك بوادي السباع[7]، وما كان أبو المدهن حده[8]، ولكنه كما قال الشاعر:
تناول سرحانٌ فريسةَ ضيغمٍ ... فقضقضه بالكفّ منه وحطما9
"العقد الفريد [2]: 113" [1] الأزمة "بالفتح ويحرك" الشدة، وجمعها إزم "كشمس عنب". [2] جمع ذحل "بالفتح" وهو الثأر، والعدواة، والحقد: أي كاشفهم بذلك. [3] جمع سجف "بالفتح ويكسر" الستر. [4] الحصيد: الزرع المحصود. [5] خمشه: خدشه. [6] الثقاف: ما تسوى به الرماح. [7] مقتل أبيه الزبير. [8] حده: بأسه، والمدهن: المغشوش، من أدهن أي غش، والمعنى أنه كان شديد البأس لم تشب بسالته شائبة خور ولكنه.. إلخ "وفي الأصل "المدهن خده" بالخاء وأراه مصحفًا".
9 السرحان: الذئب، والضيغم: الأسد، وقضقضه فتقضقض: كسره ودقه، والقضقضة: صوت كسر العظام. وفي الأصل: ففضفضه بالفاء، وهو تصحيف.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 164