responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 151
في أبيات. فقال له ابن عباس: لو أن رجلا ضرب آباط[1] إبله، مشرقًا ومغربًا لفائدة هذه الأبيات ما عنفته، إنا منك يابن صوحان لعلى علم وحلم واستنباط ما قد عفا[2] من أخبار العرب، فمن الحليم فيكم؟ قال: "من ملك غضبه فلم يفعل، وسُعِيَ إليه بحق أو باطل فلم يقبل، ووجد قاتل أبيه وأخيه، فصفح ولم يقتل، ذلك الحليم يابن عباس". قال: فهل تجد ذلك فيكم كثيرا؟ قال: "ولا قليلا، وإنما وصفت لك أقوامًا لا تجدهم إلا خاشعين راهبين، لله مريدين، ينيلون ولا ينالون، فأما الآخرون فإنهم سبق جهلهم حلمَهم، ولا يبالي أحدهم "إذا ظفر ببغيته" حين الحفيظة[3] من كان، بعد أن يدرك زعمه، ويقضي بغيته، ولو وتره أبوه لقتل أباه، أو أخوه لقتل أخاه، أما سمعت إلى قول ريان بن عمر بن ريان، وذلك أن عمرا أباه قتله مالك بن كومة، فأقام ريان زمانا ثم غزا مالكا، فأتاه في مائتي فارس صباحا، وهو في أربعين بيتا، فقتله وقتل أصحابه وقتل عمه فيمن قتل -ويقال بل كان أخاه- وذلك أنه كان جاوره، فقيل لريان في ذلك: قتلت صاحبنا، فقال:
فلو أمي ثقفتُ بحيث كانوا ... لبل ثيابها علقٌ صبيب4
ولو كانت أمية أخت عمرو ... بهذا الماء ظل لها نحيب
شهرت السيف في الأدنين مني ... ولم تعطف أواصرنا قلوب5
فقال ابن عباس: فمن الفارس فيكم؟ حُدَّ لي حدًّا أسمعه منك، فإنك تضع الأشياء مواضعها يابن صوحان، قال: "الفارس من قصر أجله في نفسه، وضغم[6] على أمله بضرسه، وكانت الحرب أهون عليه من أمسه، ذلك الفارس إذا وقدت[7] الحروب،

[1] آباط جمع إبط كحمل وإبل: باطن المنكب.
[2] درس وامحي.
[3] الحمية والغضب.
4 ثقفه كسمعه: صادفه، والعلق: الدم، أو الشديد الحمرة، وصبيب: أي مصبوب.
5 أواصر جمع آصرة: وهي القرابة، وحبل صغير يشد به أسفل الخباء.
[6] ضغمه كمنع: عضه.
[7] وقدت النار "كوعد" توقدت.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست