responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 134
123- خطبة السيدة أم كلثوم بنت عليِّ في أهل الكوفة بعد مقتل الحسين عليهم السلام:
لما قتل الحسين بن عليّ عليهما السلام، وأدخل النسوة من كربلاء إلى الكوفة جعلت نساؤها يلتدمن[1]، ويهتكن الجيوب عليه، فرفع علي بن الحسين عليهما السلام رأسه، وقال بصوت ضئيل -وقد نحل[2] من المرض- يأهل الكوفة إنكم تبكون علينا، فمن قتلنا غيركم؟ وأومأت أم كلثوم بنت عليٍّ عليهما السلام إلى الناس أن اسكتوا، فلما سكنت الأنفاس، وهدأت الأجراس[3]، قالت.
"أبدأ بحمد الله، والصلاة والسلام على نَبِيَهْ[4]، أما بعد: يأهل الكوفة يأهل الختر[5] والخذل، لا، فلا رقأت[6] العبرة، ولا هدأت الرنة[7]، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا[8]، تتخذون أيمانكم دخلا[9] بينكم، ألا وهل فيكم إلا الصلف[10] والشنف[11]، وملق[12] الإماء، وغمز الأعداء، وهل أنتم

[1] لدمت المرأة "كضرب"، والتدمت: لطمت وضربت صدرها في النياحة، ويهتكن: يمزقن، والجيوب جمع جيب: وهو طوق القميص.
[2] كمنع وعلم ونصر وكرم.
[3] الأجراس جمع جرس كشمس: وهو الصوت.
[4] تريد جدها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي رواية: "والصلاة على جدي سيد المرسلين".
[5] الغدر والخديعة، أو أقبح الغدر.
[6] رقأ الدمع: جف وسكن، والعبرة: الدمعة قبل أن تفيض.
[7] الرنة: الصوت.
[8] أنكاثا: جمع نكث كحمل، وهو ما نقض ليغزل ثانية -حال من غزلها، أو مفعول ثانٍ لنقضت لأنه بمعنى صيرت- وقيل: هي ريطة بنت سعد بن تيم القرشية، وكانت خرقاء تغزل طول يومها ثم تنقضه.
[9] الدخل: ما يدخل في الشيء وليس منه، وما دخل من فساد في عقل أو جسم، والغدر والمكر والخديعة.
[10] الصلف: التمدح بما ليس عندك، أو مجاوزة قدر الظرف والادعاء فوق ذلك تكبرًا.
[11] الشنف: النظر بمؤخر العين، أو النظر إلى الشيء كالمعترض عليه، أو كالمتعجب منه، أو كالكاره له، وشنف له كفرح فرحا: أبغضه وتنكره.
[12] ملق الجارية: مجامعتها، أو هو ملق بالتحريك، والملق: التملق.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست