responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 117
ولو غيرنا يابن الزبير فخرته ... ولكنما ساميت شمس الأصائل1
قضى لنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بالفضل في قوله: "ما افترقت فرقتان إلا كنت في خيرهما" فقد فارقناك من بعد قصي[2] بن كلاب، أفنحن في فرقة الخير أم لا؟ إن قلت: نعم، خصمت، وإن قلت: لا، كفرت، فضحك بعض القوم، فقال ابن الزبير: أما والله لولا تحرمك[3] بطعامنا يابن عباس لأعرقت[4] جبينك قبل أن تقوم من مجلسك. قال ابن عباس: وَلِمَ أَبِباطِلٍ؟ فالباطلُ لا يغلبُ الحقَّ، أم بحقٍّ؟ فالحقُّ لا يخشى من الباطل.
فقالت المرأة من وراء الستر: إني والله لقد نهيته عن هذا المجلس، فأبى إلا ما ترون، فقال ابن عباس: مه أيتها المرأة، اقنعي ببعلك، فما أَعْظَمَ الخَطَرَ، وما أكرم الخبر، فأخذ القوم بيد ابن عباس وكان قد عمي، فقالوا: انهض أيها الرجل فقد أفحمته غير مرة، فنهض وقال:
ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا ... فلو ترك القطا لغفا وناما5
فقال ابن الزبير: يا صاحب القطا أقبل علي، فما كنت لتدعني حتى أقول: وايم الله لقد عرف الأقوام أني سابق غير مسبوق، وابن حواري وصديق، متبجح[6] في الشرف الأنيق، خير من طليق[7] وابن طليق، فقال ابن عباس: رسغت

1 الأصائل: جمع أصيل، وهو العشي "ما بعد صلاة العصر إلى الغروب".
[2] كان من أولاده عبد العزى بن قصي "ومن سلالته ابن الزبير" وعبد مناف بن قصي "ومن سلالته بنو هاشم".
[3] تحرم منه بحرمة: تمنع وتحمى بذمة.
[4] أي لذكرت لك من المساوئ ما يعرق له جبينك ويندى خجلا.
5 غفا وأغفى: نام نومة خفيفة.
[6] من تبجح به: إذا افتخر وتعظم، وأرجح أنه "متبحبح" من تبحبح: أي تمكن في المقام والحلول.
[7] يعرض بأبيه العباس بن عبد المطلب، وكان خرج مع المشركين في غزوة بدر الكبرى ووقع أسيرًا، وقد أطلقه عليه الصلاة والسلام بعد أن أخذ منه الفدية "ويروى أنه لما طلب منه الفداء قال: علام يؤخذ مني الفداء، وكنت مسلمًا؟ ولكن القوم استكرهوني، فقال له صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الله أعلم بما تقول إن يك حقًّا، فإن الله يجزيك، ولكن ظاهر أمرك أنك كنت علينا".
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست