responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 104
98- جواب ابن عباس:
فقال ابن عباس: "وإنك لتقول ذلك يا عدو الله، وطريد رسول الله[1] صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمباح دمه[2]، والداخل بين عثمان ورعيته بما حملهم على قطع أوداجه[3]، وركوب أثباجه[4]، أما والله لو طلب معاوية ثأره لأخذك به، ولو نظر في أمر عثمان لوجدك أوله وآخره، وأما قولك لي: إنك لتصرف بنابك، وتوري نارك، فسل معاوية

[1] يريد "ويا طريد رسول الله صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أبيك" أو "ويا بن طريد رسول الله صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" فإن المحقَّق أن طريد رسول الله صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو أبوه الحكم بن أبي العاص، وذلك أنه قدم المدينة بعد الفتح -وكان قد أسلم يوم الفتح- فأخرجه رسول الله صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الطائف، وقال: "لا تساكني في بلد أبدا" لوقيعته فيه، قيل: كان يتسمع سر رسول الله صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويطلع عليه من باب بيته، وإنه هو الذي أراد رسول الله صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يفقأ عينه بمدرى في يده لما اطلع عليه من الباب، وقيل: كان يحكي رسول الله صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مشيته وبعض حركاته -وكان النبي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتكفأ في مشيته- فالتفت يومًا فرآه، وهو يتخلج في مشيته، فقال "كن كذلك" فلم يزل يرتعش في مشيته من يومئذ، وطرده رسول الله صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولعنه وأبعده حتى صار مشهورًا بأنه طريد رسول الله صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يزل منفيا حياة النبي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما ولي أبو بكر الخلافة قيل له في الحكم ليرده إلى المدينة، فقال: "ما كنت لأحل عقدة عقدها رسول الله صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" وكذلك عمر، فلما ولي عثمان الخلافة -والحكم عمه- رده، وقال: "كنت قد شفعت فيه إلى رسول الله صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوعدني برده" وقد توفي في خلافة عثمان، أما مروان فلم ير النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأنه خرج إلى الطائف طفلا لا يعقل لما نفى النبي أباه -وقد ولد بمكة سنة اثنتين للهجرة- وقيل إنه ولد بالطائف إبان نفي أبيه بها.
[2] أي في فتنة عثمان، وذلك أن الثوار بعد أن هدأ الإمام عليٌّ ثائرتهم خرجوا عن المدينة، ولكنهم في أثناء رجوعهم ضبطوا غلام عثمان، ومعه كتاب إلى عامل مصر يأمره فيه بقتلهم، فعادوا إلى المدينة ثانية، وكانوا يعتقدون أن مروان هو الذي كتب ذلك الكتاب، وقد سألوا عثمان أن يسلم إليهم مروان، فأبى أن يسلمه وخشي عليه القتل.
[3] جمع ودج "محركة" وهو عرق الأخدع الذي يقطعه الذابح، فلا يبقى معه حياة.
[4] جمع ثبج "محركة" وهو ما بين الكاهل إلى الظهر.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست