responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 1  صفحه : 333
وأما الطاعة لصاحبكم فإنا لا نراها؛ إن صاحبكم قتل خليفتنا، وفرق جماعتنا، وآوى ثأرنا[1] وقتَلَتَنا، وصاحبكم يزعم أنه لم يقتله، فنحن لا نرد ذلك عليه، أرأيتم قتلة صاحبنا، ألستم تعلمون أنهم أصحاب صاحبكم؟ فليدفعهم إلينا، فلنقتلهم به، ثم نحن نجيبكم إلى الطاعة والجماعة".
فقال له شبث: أيسرك يا معاوية أنك أمكنت من عمار[2] تقتله؟ فقال معاوية:

[1] الثأر: قاتل حميمك.
[2] هو عمار بن ياسر رضي الله عنه، أحد السابقين الأولين، وقد عذبه المشركون في بدء الدعوة الإسلامية فاحتمل العذاب، وكان يعذب هو وأخوه وأبوه وأمه بالنار، فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "صبرًا آل ياسر فموعدكم الجنة. اللهم اغفر لآل ياسر" ومراد شبث بهذا القول إحراج معاوية. لقوله عليه الصلاة والسلاة لعمار: "تقتلك الفئة الباغية": أي إنك يا معاوية إن قتلت عمارًا –وكان من أصحاب علي- كنت من الفئة الباغية. وتفصيل الخبر في ذلك ما روته أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: "لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده بالمدينة أمر باللبن يضرب وما يحتاج إليه، ثم قام فوضع رداءه فلما رأى ذلك المهاجرون والأنصار وضعوا أرديتهم وأكسيتهم يرتجزون ويقولون ويعملون.
لئن قعدنا والنبي يعمل ... ذاك إذن لعمل مضلل
قالت: وكان عثمان بن عفان رجلًا نظيفًا متنظفًا، فكان يحمل اللبنة ويجافي بها عن ثوبه، فإذا وضعها نفض كفيه، ونظر إلى ثوبه، فإذا أصابه شيء من التراب نفضه فنظر إليه علي رضي الله عنه فأنشد:
لا يستوي من يعمر المساجدا ... يدأب فيها راكعا وساجدا
وقائما طورا وطورا قاعدا ... ومن يرى عن التراب حائدا
فسمعها عمار بن ياسر فجعل يرتجزها وهو لا يدري من يعني، فسمعه عثمان فقال: يابن سمية " وسمية أمه" ما أعرفني بمن تعرض، ومعه جريدة، فقال لتكفن أو لأعترضن بها وجهك، فسمعه النبي وهو جالس في ظل حائط فقال: "عمار جلدة ما بين عيني وأنفي" فمن بلغ ذلك منه فقد بلغ مني، وأشار بيده فوضعها بين عينيه فكف الناس عن ذلك، وقالوا لعمار: إن رسول الله قد غضب فيك، ونخاف أن ينزل فينا قرآن، فقال: أنا أرضيه كما غضب، فأقبل عليه فقال: يا رسول الله مالي ولأصحابك؟ قال: مالك ولهم؟ قال يريدون قتلي، يحملون لبنة ويحملون علي لبنتين، فأخذ به وطاف به في المسجد وجعل يمسح وجهه من التراب ويقول "يا بن سمية لا يقتلك أصحابي، ولكن تقتلك الفئة الباغية" فلما قتل بصفين، وروى هذا الحديث عبد الله بن عمرو بن العاص، قال معاوية: هم قتلوه؛ لأنهم أخرجوه إلى القتل، فلما بلغ ذلك عليا قال: ونحن قتلنا أيضًا حمزة؛ لأنا أخرجناه "العقد الفريد 2: 237".
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 1  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست