responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبيات المعاني من شعر أبي الطيب المتنبي نویسنده : المعري، أبو مرشد    جلد : 1  صفحه : 95
قال الشيخ: الناس يروون حرت بالتاء، والنون أشبه، لأنه وصف نفسه فيما تقدم أنه لا يحتاج إلى دليل، فوجب أن يقول إن حارت رواحلي فعيني نائبة عن عيونها، لأنها تهديها السبيل،) وكل بغام رازحة بغامي (البغام اكثر ما يستعمل في الظباء، وربما استعمل في النوق، يقول عيني تنوب عن عيون رواحلي، وشكيتي الدهر ينوب عن بغامها في الهواجر، لأن بغامها في الهواجر إنما يكون عن التعب والأين، ومن روى حرت بالتاء فله معنى صحيح إلا أنه ينافي قوله: ذَراني والفلاة بلا دليل ويكون المعنى معنى الدعاء والقسم، كما يقول الرجل للآخر أنا عبدك إن فعلت كذا وكذا، فينوب ذلك عن قوله أقسم لا كان ما ذكرت، أو جعلني الله عبدك إن كان كذا وكذا، فكأنه أقام ذلك مقام اليمين، أو مقام الدعاء على نفسه.
قال ابن فورجة: إن قيل فما يضر أن يحير، وأجل منه ركب المفاوز فتاه، وليس الجهل بالدلالة مما يذم به، فالجواب أنه يريد أني بدوي ومع ذلك فإني عارف بدلالات النجوم بالليل، والعلم بالأنواء من أبواب الأدب، فلذلك افتخر به، ويدلك على ذلك قوله) وكل بغام رازحة بغامي (يريد أني فصيح شاعر عارف بالمنطق، وهكذا يقول الفصيح إذا أقسم أنا أعجمي إن لم أعليك بالحجة وأنا أخرس إن لم أخصمك بالجدل، فيقول أبو الطيب: إن تحيرت في المفازة فعيني البصيرة العالمة عين راحلتي، ومنطقي الفصيح البليغ بغام.
فقَدْ أرِدُ المِياهَ بغَيرِ هَادٍ ... سَوى عَدّي لها بَرْقَ الغَمَامِ
قال ابن جني: قال يعقوب: العرب إذا عدت للسحاب مائة برقة، لم تشك في أنها ماطرة قد سقت، فتتبعها على الثقة.
وقال السيخ: ذكر ابن الأعرابي في النوادر أن العرب إذا لاح البرق عدوا سبعين برقة، فإذا كملت وثقوا بأنه ماطر، فرحلوا إلى موقع الغيث.
ولا أَمْسِي لأهْلِ البُخْلِ ضَيْفاً ... وَلَيْسَ قِرى سِوى مُخّ النَّعامِ
قال الشيخ: يقال إن النعام لا مخ له، فكأنه قال وليس قرى إلا قرى معدوما وينشدون في أن النعام لا مخ له قول الهذلي.
كأنَّ مُلاءَتَيَّ على هِزَفِّ ... يَعُنُّ مَعَ العَشِيّةِ للرّئِالِ
عَلَى حَتَّ البُرَايَةُ زَمْخَري السَّواعِد ظَلَّ في شَرْي طَوالِ حث البراية أي سريع عندما يبريه من السفر، والزمخري الأجوف، والسواعد مجاري المخ.
وقال الأحسائي: مخ النعام قليل جدا، يعني أنه قرأهم متعذر، لا يكاد يوجد، ولا يوصل إليه، أي ليس لهم قرى يعرف، ويجوز أن يريد لا أمسي لأهل البخل ضيفا ولو قروني مخ النعام على عزته، وشدة الكلفة في طلبه، كما يقال لو سقاني فلان ماء الحياة لما شربته من يده.
ومن التي أولها: حتَّامَ نَحْنُ نُسارِي النَّجمَ في الظُّلَمِ
تَبْري لَهُنَّ نَعامُ الدَّوَّ مُسْرَجَةً ... تُعارضُ الجُدُل المُرْخاةَ باللُّجُم
قال ابن جني: يعني بنعام الدر هنا الخيل، شبهها بالنعام لسرعتها، فيقول هذه الخيل لعلو أعناقها وإشرافها تباري أعناق الإبل، فيكون اللحم في أعناقها كالجدل، وهي الأزمة في أعناق الإبل.
قال الشيخ: تبري لهن أي تعارضهن، والهاء والنون راجعة على العيس، وذكر أن الخيل تعارض الإبل، وإنما جرت عادة العرب أن يصفوا ركوب الإبل وأنهم يجنبون الخيل وراءها، وقد ذكره أبو الطيب بقوله:
وَلا اتَّبَعَتْ آثارنا عَيْنُ قَائِفِ ... فَلَمْ تَرَ إلاَّ حافِراً فَوْقَ مَنْسِمِ
في غِلْمَةٍ أخطَرُوا أرواحهمُ ورَضُوا ... بما لَقينَ رِضأ الأيْسارِ بالزَّلِمِ
قال ابن جني: أي خاطروا بأنفسهم في المسير معه، ورضوا بذلك كما يرضى الأيسار، وهم الذين ينحرون الجزر، ويتقارعون عليها بالقداح.
وقال الشيخ: قوله) أخطروا أرواحهم (أي جعلوها كالخطر، والخطر هاهنا الشيء الذي يضعه المراهنون بينهم، ليأخذه الغالب منهم، يقول أخطروا أرواحهم راضين بذلك. والأيسار جمع يسر، وهم الذين يدخلون في الميسر، والزلم بفتح الزاي وضمها اسم للقدح الذي يتقامر به، أخائبا كان أم فائزا، والفعل يسر الرجل يسرا وهو ياسر.

نام کتاب : تفسير أبيات المعاني من شعر أبي الطيب المتنبي نویسنده : المعري، أبو مرشد    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست