نام کتاب : تفسير أبيات المعاني من شعر أبي الطيب المتنبي نویسنده : المعري، أبو مرشد جلد : 1 صفحه : 105
ولم يُلْقُوا وسَائِدَ غَيْرَ أَيْدٍ ... زِيادَتُهُنَّ سَوْطٌ أو جَدِيلُ
وقال الشيخ: قوله) زيادتها (المراد به السيف، ويدل على ذلك) ناقع الموت (أي أن سيفه في يده كما يكون السوط في يد غيره.
حرف الياء
قوله:
وعَزْمٍ يَسِيرُ الجِسْمُ في السَرْجِ رَاكباً ... بهِ ويَسيرُ القَلبُ في الجسْمِ ماشِيا
قال ابن جني: أي لقوة العزم يكاد القلب يتحرك في موضعه، ولو تحرك في الحقيقة لمات صاحبه، وقد أتى بنحو هذا أبو تمام في قوله:
مَشَتْ قُلوبُ أنَاسِ صُدُورِهم ... لما تَراءَوْكَ تَمشي نَحَوهُمْ قُدُمَا
وطريق أبي تمام أسلم، لأنه ذكر تحرك القلب في موضع الشدة والخوف من الهلكة ألا تراهم يقولون: قد انخلع قلبه فمات، أي فارق موضعه، فلهذا كانت أسلم.
وقال الشيخ: الغرض في هذا البيت أنه جعل الجسم أروح من القلب؛ لأنه جعله يسير راكبا، وجعل القلب كالماشي في الجسم، ولا ريب أن الماشي أولى بالتعب من الراكب، وليس هذا المعنى معنى أبي تمام، لأن غرض قائل هذا البيت صفة قلبه بالتعب، وقصد أبي تمام أن يكون أعداء هذا الممدوح يلحقها الاضطراب والفزع إذا رأوه ماشيا نحوهم.
رأيتُ المَرَوْرَى والشَّناخِيبَ دُونَهُ ... وَجُبْتُ هَجِيراً يَتركُ المَاءَ صَادِيا
قال الشيخ:) المروري (جمع مروراة، وهي الأرض التي لا شيء فيها، ووزن مروراى فعوعلة، وظاهر أمرها أن يكون أشتقاقها من المرو، وهيحجارة صغار يقدح منها النار،) والشناخيب (جمع شنخوب وشنخاب، وهو أعلى الجبل) والهجير (جمع هاجرة وهي الحر الشديد وإنما يستعمل ذلك في نصف النهار وما قاربه، يقال: هجر القوم إذا ساروا في الهجير، وهجر النهار إذا جاء بالهاجرة قال امرؤ القيس:
فدعْهَا وَسلَّ الهمَّ عنها بِجَسْرةٍ ... ذَمُولٍ إذا صَامَ النَّهارُ وَهجَّراً
وأما قول ذي الرمة:
ولم يَبَقَ بالخَلصَاءِ مما عَنتْ بِه ... من البَقلِ إلاّ يبسُها وهَجيرُهَا
فيقال إن الهجير ضرب من الحمض، ويجوز أن يعتني بالهجير الهاجرة، ويحتمل أن يكون اشتقاق الهاجرة من قولهم: هجرت البعير، إذا شددت حبلا في حقوه إلى وظيفة، أي هذه الهاجرة كأنها تقيد الإنسان وغيره من شدة الحر، فلا يقدر على التصرف، ولا يمتنع أن يكون قوله الهاجرة أي الوقت الذي يهجر الإنسان فيه عادته، لأنه يطلب الظلال والقائلة وكذلك أناف الحيوان، فكأنها هجرت ما كانت تعتاده وقوله) يترك الماء صاديا (مبالغة مفرطة، لأنه زعم أن الماء يتركه الهجير صاديا، وقد جرت عادته أن يشفي من الصدى.
عِدَاكَ تَرَاها في البِلادِ مَساعِياً ... وأنتَ تَرَاها في السَّماءِ مَرَلقِيا
قال ابن جني: أي تعتقد في المعالي أضعاف اعتقاد الناس فيها، وبحسب ذلك ما يكون طلبك لها وشحك عليها.
وقال الشيخ: الهاء في) تراها (عائدة على الأيام، يقول: عداك يحسبون أنك ساع في الأرض، وإنما مساعيك مراق في السماء.
آخر ما كتب في الأصل
نجز المختصر في تفسير أبيات المعاني من شعر أبي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بتاريخ يوم الثلاثاء حادي عشر شهر محرم الحرام سنة أربع وستين وألف من الهجرة النبوية وصلى الله على سينا محمد وآله وصحبه وسلم.
نام کتاب : تفسير أبيات المعاني من شعر أبي الطيب المتنبي نویسنده : المعري، أبو مرشد جلد : 1 صفحه : 105