responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تطور الأدب الحديث في مصر نویسنده : أحمد هيكل    جلد : 1  صفحه : 150
وقد كانت لهؤلاء الثلاثة قراءات في الشعر الإنجليزي، وتعرف على شعرائه، وخاصة الرومانتيكيين من أمثال "وردزورث" و"شيلي" و"بيرون" وغيرهم، كما كانت لهم قراءات في النقد، وإعجاب بالناقد الإنجليزي "هازلت" بصفة خاصة[1].
وقد وجههم ذلك -بالإضافة إلى ميولهم، وثقافتهم الفكرية- إلى أن يقولوا شعرًا
مخالفًا للشعر المحافظ البياني، متسمًا بسمات مغيرة لسمات شعر المحافظين. وكانت أهم سمات هذا الشعر الذي ظهر مع هؤلاء سمتين، هما التجديدية والذهنية، أما التجديدية فتتمثل في جانبين، جانب المفهوم الحقيقي للشعر، وجانب الشكل الفني للقصيدة، والمفهوم الحقيقي للشعر عندهم هو أن الشعر تعبير عن النفس الإنسانية في فرديتها وتميزها، والشكل الفني للقصيدة هو ما يقوم على اعتبارها كائنًا حيًّا، لكل جزء من أجزائه وظيفة ومكان، كوظيفة عضو المس ومكانه[2].
وأما الذهنية، فتتمثل في رعاية الجانب الفكري في النسيج الشعري، وعدم قصر هذا النسيج على خيوط من العاطفة وحدها، فالواجب عندهم أن يخاطب الشعر العقل كما يخاطب القلب، وأن يتسع مفهوم الوجدان بحيث يشمل كل ما يجده الإنسان في نفسه من شعور، ومن فكر معًا[3].
ومن هنا ثار هؤلاء المجددون على طريقة المحافظين، ونعوا عليهم اتخاذهم النماذج البيانية القديمة مثلًا أعلى[4]، كما نعوا عليهم زجهم بالشعر في المناسبات والمحافل[5]، والبعد عن النفس الإنسانية[6]، كما عابوهم أيضًا بالاهتمام

[1] انظر: شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي للعقاد ص192-194.
واقرأ بعض الأصول النقدية التي عرف بها هازلت، والتي شاعت بعد ذلك عند هؤلاء الشعراء المصريين: Lectrres on English Poets: William Hazlitt, PP. 1-18.
[2] شعراء مصر وبيئاتهم ص7.
[3] ديوان بعد الأعاصير ص45، والشعر المصري بعد شوقي الحلقة الأولى ص41.
[4] شعراء مصر وبيئاتهم ص52، وخلاصة اليومية للعقاد ص105 وما بعدها.
[5] اقرأ مقالًا للعقاد في صحيفة عكاظ عدد 9 مارس سنة 1914.
[6] خلاصة اليومية ص105 وما بعدها، وشعراء مصر ص7.
نام کتاب : تطور الأدب الحديث في مصر نویسنده : أحمد هيكل    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست