نام کتاب : تزيين الأسواق في أخبار العشاق نویسنده : الأنطاكي، داود جلد : 1 صفحه : 34
إذا ما أتينا خلة كي تزيلنا ... أبين وقلن الحاجبية أول
سنوليك عرفاً إن أردت وصالنا ... ونحن لتلك الحاجبية أوصل
هلا قلت كما قال جميل
يا رب عارضة علينا وصلها ... بالجد تخلطه بقول الهازل
فأجبتها بالقول بعد تأمل ... حبي بثينة عن وصالك شاغلي
لو كان في قلبي كقدر قلامة ... فضلاً لغيرك ما أتتك رسائلي
والله لأسقينك شيئاً فتركها وانصرف ولما اشتدت حالته أنشد:
يزهدني في حب مية معشر ... قلوبهم فيها مخالفة قلبي
فقلت دعوا قلبي وما اختار وارتضى ... فبالقلب لا بالعين يبصر ذو اللب
وما تبصر العينان في موضع الهوى ... ولا تسمع الآذان إلا من القلب
هكذا رواه ابن إسحاق، وقال الشهاب محمود بذلك ونقل في الطبقات الأبيات إلا أنه قال:
يزهدني في حب عزة معشر
ثم قال هذه الأبيات لكثير وقد توهم قوم أنها لذي الرمة بدليل قوله: يزهدني في حب مية معشر، وليس كذلك وإنما كان سهواً، ودخل كثير على عبد الملك ابن مروان فقال له وقد كان يتهمه بالتشيع بحق علي هل رأيت أعشق منك، فقال لو أقسمت علي بحقك لأخبرتك فقال بحقي إلا ما أخبرتني فقال يا أمير المؤمنين خرجت يوماً وإذا أنا بصياد قد نصب شبكته ليصطاد ما يسد به رمقه فقلت له إن ساعدتك شاركني فيما يكون قال نعم فجاءت ظبية فوقعت في الأحبولة فسبقني إليها فحلها ثم مسح وجهها وقبلها وأطلقها وأنشد:
أيا شبه ليلى لا تراعى فإنني ... لك اليوم من وحشية لصديق
أقول وقد أطلقتها من وثائقها ... فأنت لليلى ما حييت طليق
فعينك عيناها وجيدك جيدها ... ولكن عظم الساق منك دقيق
ودخلت عزة على أم البنين بنت عبد العزيز فقالت لها ما الحق الذي مطلته كثيراً إذ قال:
قضى كل ذي حق فوفى حقوقه ... وعزة ممطول معنى غريمها
فقالت وعدته قبلة فقانت نجزيها وعلي اثمها وفي رواية أن الحكاية مع سكينة بنت الحسين. وفي الذيل من رواية الفارسي: قضى كل ذي دين فوفى ديونه. وفي أخرى غريمه، وللبيت حكاية من عجيب الاتفاق هي أن كثيراً كان له غلام يتجر على العرب فأعطى النساء إلى أجل، فلما اقضى ما له منهن ماطلته عزة فقال لها يوماً وقد حضرت في نساء أما آن أن تفي بما عندك فقالت كرامة لم يبق إلا الوفاء. فقال صدق مولاي حيث يقول قضى كل ذي دين وأنشد البيت فقلن له أتدري من غريمتك فقال لا نلن هي والله عزه فقال أشهدكن علي أنها في حل مما عندها ومضى فأخبر مولاه بالحكاية فقال له وأنت حر وما عندك لك، ورأيت في روضة الدولتين لأبي شامة إن الذي وهبه كثير ألف دينار وأنشد حين أعتق الغلام:
سيهلك في الدنيا شفيق عليكم ... إذا غاله من حادث الدهر غائله
يودّ بأن يمسي سقيماً لعلها ... إذا سمعت عنه بشكوى تراسله
ويهتز للمعروف في طلب العلا ... لتحمد يوماً عند عز شمائله
ودخلت عزة على عبد الملك فقال لها أتروين قول كثير:
لقد زعمت أني تغيرت بعدها ... ومن ذا الذي يا عز لا يتغير
تغير جسمي والخليقة كالتي ... عهدت ولم يخبر بسرك مخبر
فقالت لا أدري هذا ولكن أروي قوله:
كأني أنادي صخرة حين أعرضت ... من الصم لو يمشي بها العصم زلت
صفوحاً فما تلقاك إلا بخيلة ... فمن سلّ منها ذلك الوصل ملت
فضحك من ذلك وقيل أنه سألها عن قوله قضى كل ذي دين وهذان البيتان من قصيدة طويلة رواها في الذيل عن ابن دريد عن عمه عن حماد عن كثير وقال أنها من عجائب شعره وهي:
خليليّ هذا بع عزة فاعقلا ... قلوصيكما ثم أبكيا حيث حلت
وما كنت أدري قبل عزة ما البكا ... ولا موجعات الحزن حتى تولت
وفي رواية ولا موجعات القلب البيت:
فقد حلفت جهداً بما نحرت له ... قريش غداة المازمين وصلت
أناديك ما حج الحجيج وكبرت ... بفيفاً غزال رفقة وأهلت
نام کتاب : تزيين الأسواق في أخبار العشاق نویسنده : الأنطاكي، داود جلد : 1 صفحه : 34